هل يمكن أن يكون تعيين جوشوا هاريس في الجزائر إشارة إيجابية للمغرب؟ وهل من الممكن أن يؤدي دوره إلى إقناع السلطات بالمرادية بتخفيف موقفها فيما يتعلق بالنزاع في الصحراء؟

تم تعيين السفير جوشوا هاريس، دبلوماسي متمرس ومتعدد اللغات، ليحل محل السفيرة إليزابيث مور أوبين في إدارة الرئيس جو بايدن، وتنتظر اللجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي استعراض هذا التعيين قريبا.

مجلة “جون أفريك” استفسرت في مقال لها عما إذا كان تعيين جوشوا سيعتبر “بشرى سارة للمغرب”، وهل سيتعامل السفير الأمريكي الجديد مع الجزائر بشكل مختلف في قضية الصحراء المغربية؟

يعتبر جوشوا هاريس شخصية مرموقة في الدبلوماسية الأمريكية ويتمتع بمهارات لغوية عديدة، حيث يتحدث العربية والفرنسية والكرواتية والإيطالية والبولندية والسلوفينية، وهو معروف بلقب “سيد الصحراء” في إدارة بايدن.

قد تم تعيينه كنائب لوزير الخارجية لشؤون شمال إفريقيا في يوليوز 2022، ويحظى بثقة وزير الخارجية الحالي، أنتوني بلينكن. كما شغل مناصب مهمة أخرى في الدبلوماسية الأمريكية، بما في ذلك مدير شؤون العراق في مجلس الأمن القومي.

وبالرغم من اهتمامه البالغ بالمواقف المغربية، فإن تعيين هاريس في الجزائر يُعتبر “رسالة استرضاء” للجزائر، وذلك على الرغم من اهتمامه بالقضية المغربية.

قام هاريس بزيارات متكررة بين واشنطن والجزائر والمغرب، بما في ذلك زيارات خاصة لكلا البلدين في إطار جهود لاستئناف العملية السياسية بشأن قضية الصحراء المغربية.

ومن الجدير بالذكر أن هاريس واجه تحديات إعلامية خلال زيارته للجزائر، حيث تم تشويه تصريحاته في مقابلة مع موقع “الجزائر الآن” الإعلامي، مما أظهر تضاربًا بين التصريحات التي نقلتها وسائل الإعلام الجزائرية والرواية الرسمية للمقابلة.

وعقب زيارته للمملكة المغربية في ديسمبر 2023، أكد هاريس مواقف الولايات المتحدة بشأن القضية المغربية، مؤكدًا على استمرار دعمها لمقترح المغرب للحكم الذاتي.

رئيس معهد الاستشراف والأمن في أوروبا، إيمانويل دوبوي، أشار إلى أن التعيين المحتمل لهاريس في الجزائر لن يحدث تغييرًا كبيرًا، نظرًا لتدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والجزائر ودعم الجزائر لروسيا في أوكرانيا.

ويعتبر تعيين هاريس في الجزائر وسيلة للحفاظ على العلاقات بين البلدين دون تصاعد التوتر، مع الاحتفاظ بالحد الأدنى من التواصل، على الرغم من تفضيل الجزائر التعاون مع موسكو وطهران بشكل أكبر من التعاون مع واشنطن.