مجلس الجالية المغربية بالخارج يشيد بمضامين الرسالة الملكية إلى رئيس الحكومة بخصوص إعادة النظر في مدونة الأسرة

تفاعلا مع بلاغ الديوان الملكي بخصوص توجيه صاحب الجلالة أمير المؤمنين الملك محمد السادس، نصره الله، رسالة سامية إلى السيد رئيس الحكومة، تتعلق بإعادة النظر في مدونة الأسرة؛ يشيد مجلس الجالية المغربية بالخارج بمضامين الرسالة الملكية التي تجسد العناية الكريمة التي ما فتئ يوليها جلالته للنهوض بقضايا المرأة وللأسرة بشكل عام.

كما ينوه المجلس بالمقاربة التشاركية التي ركزت عليها الرسالة الملكية السامية بالتنصيص على إسناد جلالته الإشراف العلمي على إعداد إصلاح المدونة إلى كل من وزارة العدل والمجلس الأعلى للسلطة القضائية ورئاسة النيابة العامة، مع الانفتاح أيضا على هيئات وفعاليات المجتمع المدني والباحثين والمختصين، كما ورد في بلاغ الديوان الملكي.

وبالنظر إلى العناية الخاصة التي يوليها صاحب الجلالة للمغاربة المقيمين بالخارج والمكانة الدستورية التي خص بها دستور 2011 هاته الفئة من المواطنين المغاربة، وأخذا بعين الاعتبار لخصوصيتها القانونية والديمغرافية، فقد ارتأى مجلس الجالية المغربية بالخارج إثارة انتباه المؤسسات المكلفة بالسهر على هذا الورش الإصلاحي الكبير إلى بعض الإشكاليات القانونية التي تعترض تطبيق مجموعة من بنود مدونة الأسرة الحالية في الخارج والتي تتعارض مع بعض تشريعات بلدان الإقامة، بهدف استحضارها في النقاش المتعلق بإصلاح مدونة الأسرة.

ومن بين الإشكاليات المطروحة هناك مسألة تسجيل نسب الولادات الناتجة عن زواج غير موثق لأي سبب كان؛ وفترة تقديم طلبات إقامة دعاوى ثبوت الزوجية؛ وإشكالية قبول الزواج المختلط بأقسام التوثيق بالقنصليات؛ بالإضافة إلى الإشكاليات المتعلقة بكفالة الأطفال وتحديد النفقة. وكلها مسائل تطبيقية تفرض بلورة تعديلات، في حدود الممكن، تتناسب مع سياقات دول الإقامة، ومرونة في تنزيل بنود المدونة في الخارج بما يسمح بإنصاف وحفظ حقوق كافة الأطراف.

في هذا الإطار، يؤكد الأمين العالم للمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، على أن إصلاح مدونة الأسرة سيشكل لحظة تاريخية وطنية من أجل تعزيز الأدوار الريادية للمرأة المغربية داخل الوطن وخارجه في المحافظة على الهوية الوطنية، وتكريسا لمحورية الأسرة كلبنة أساسية لبناء المجتمع المغربي وكعنصر أساسي في الارتباط بالوطن بالنسبة للأجيال الجديدة من مغاربة العالم، وفق ما أثبته دراسة حول الشباب المغربي في أوروبا أعدها المجلس بشراكة مع أحد معاهد استطلاع الرأي الأوروبية.

ويشدد بوصوف على أنه تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية فإن المجلس باعتباره مؤسسة استشارية واستشرافية تعنى بقضايا الهجرة ومغاربة العالم، يضع خبرته وإنتاجاته العلمية في موضوع مدونة الأسرة رهن إشارة الفاعلين المؤسساتيين الذين أسند إليهم صاحب الجلالة الإشراف على إعداد هذا الإصلاح الهام.