انطلقت فعاليات معرض الكتاب قبل أيام، وانطلقت معه السجالات القديمة حول أحقية من يشارك فيها. الجديد في هذه السجالات، الكشف عن أعضاء لجنة الاقتراح، الذين ساهموا في هندسة أنشطة هذا المعرض، وذلك في خضم التذمر الذي شعر به البعض، ممن لم يحظوا بالاستضافة والمشاركة.
من دواعي الاستغراب، ان الأصوات المتذمرة الغاضبة من إقصائها، اليوم، سرعان ما تجنح إلى الصمت، حالما تتم المناداة عليها للمشاركة في الغد، الأمر الذي يهدر الأسئلة الواجب طرحها، للنهوض بفعاليات المعرض مستقبلا. الساحة الثقافية المغربية ضاجة بالحساسيات الشخصية المتضاربة، الأمر الذي يجعل أية لجنة بعيدة عن شرطي الموضوعية والنزاهة. في ملاحظة أولى، يوجد في “اللجنة” من هو بعيد عن متابعة الجديد في الثقافة المغربية، اما بسبب المرض، او فارق الأجيال، أو الاغراق في التخصص، أو الانقطاع (عن الإنتاج والإبداع)، ما يجعل الالتفات إلى التنوع والجدة أمرا بعيد المنال. ولكن، مع ذلك، ليس هناك من بمكنته اقناعنا بان لا يد للوزارة (مديرية الكتاب) في طبيعة الأسماء المشاركة، والفعاليات المقترحة. تكرار استضافة بعض المشاركين، ممن هم قريبون من دوائر الوزارة، في كل دورة، وايثارهم بلقاءات خاصة، يدفع باتجاه هذا الإستنتاج.
ما يمكن ملاحظته، زيادة على ذلك، وبشكل جلي، هو ان إثارة قضية المشاركة في المعرض، من قبل فلان أو علان، كثيرا ما تستأثر بالنقاش الأشد والأحد. والى ذلك، يبدو ان هذا النقاش غالبا ما يضطرم من قبل المشتغلين بالكتابة الادبية، ابداعا ودراسة بالتحديد.
معرض الكتاب، في دورتيه الأخيرتين، ما لبث يتراجع من حيث نوعية الأسئلة الثقافية المطروحة والأسماء المشاركة، بفعل إعادة التدوير المنتهجة منذ دورات عدة. ويمكن الاستنتاج بان ليس هناك اي اجتهاد من قبل الوزارة المعنية، ممثلة في مديرية الكتاب، حتى الان. ولذلك، من الطبيعي ان تهيمن على دورات المعرض قضية جانبية، مثل نوعية الأسماء المشاركة في اشغاله، واللوبيات المتحكمة في اقتراحها.
اليوم، في هذه الدورة، هناك حدث عظيم تناولته بعض المواقع الإعلامية: إنه حدث سحب كتاب الانتربولوجي عبد الله حمودي من رفوف إحدى دور النشر “حضور في المكان، آراء ومواقف”. بعد خطأ سحب جائزة المغرب للكتاب من مستحقيها، تتم العودة إلى سحب مؤلف لأحد الانتربولوجيين المغاربة المقتدرين. من المؤكد ان الأمر سيكون فظيعا، مؤشرا على ردة أكبر مما هي قائمة، نرجو ان تكون عابرة، مستدركة الوقائع والنتائج.