بات ظهور الرئيس الجزائري، على القنوات التلفزيونية، المحلية و الدولية، أكثر إثارة للأسئلة. هل ينطوي ذلك على “حب شخصي” في الظهور، ام إشارة الى ترتيب “أمور”، في إطار التوازنات داخل النظام القائم، حيث الانتخابات الرئاسية تقترب اكثر، يوما بعد يوم؟ إنهاء مهام رمطان لعمامرة على رأس الخارجية بشكل مفاجىء، والعودة إلى الحضن الباريسي بسرعة، بعد كل الوعيد الذي وجه الى فرنسا، جراء الطريقة الهوليودية التي تم بها ترحيل الناشطة المعارضة أميرة بوراوي من قلب الجزائر، إضافة إلى كيل المديح لبعض صناع القرار في الولايات المتحدة الامريكية، مجرد مؤشرات على شيء ما “يطبخ”.
كان بالإمكان ان يكون للمقابلات التلفزيونية الرئاسية معنى، يؤطره حب التواصل مع الشعب، عبر إطلاعه على مختلف مستجدات البلاد، وطنياً و إقليميا و دوليا، لولا “القنابل العنقودية” الإعلامية التي صار يفجرها تبون، في كل مقابلة معه. فمن الملايير من الدولارات، المخزنة في بيت احدى الأسر، إلى الحديث عن الديمقراطية، التي انطلقت من أرض الجزائر إلى أوروبا و العالم.
آخر القنابل، التي فجرها الريس على قناة الجزيرة، قبل أيام قليلة، تصريحه بعرض إسبانيا فرانكو السخي على جزائر بنبلة، ممثلا في الرغبة بمنح الصحراء المغربية إلى دولة الجنرالات. كيف يعقل لرئيس ان يقول مثل هذا الكلام؟ حتى ولو لم يكن للمغرب علاقة بالصحراء، هل يعقل ان تعرض دولة ما أراضي ليست لها على دول أخرى بهذه الطريقة المجانية؟ هل هو مجرد “حب إسباني” في دولة الجنرالات، التي تضخمت حدودها، بصورة غير معقولة، على حساب دول الجوار (المغرب، تونس، مالي، …)؟
كان بالإمكان، مرة أخرى، ان يكون لمقابلات الريس معنى، لولا ذلك الهوس القهري، الذي لا يتركه يصوم عن الحديث عن جاره المغربي.
لقد اعلنت، يا سيادة الرئيس، عن نقطة اللاعودة، في العلاقة مع المغرب، فرجاء اترك المغرب وشأنه. التفت إلى نفسك، فالجنرالات لا يوثق بمهادنتهم إياك، مهما غاليت في إخراج كل الحقد تجاه الجار القريب- البعيد. اما المسؤولون المغاربة، فربما نسوا ان هناك رئيسا اسمه تبون، وجنرالا اسمه شنقريحة. يبدو ان التغطية لديهم، بالنسبة إلى هاتين الشخصيتين، غير متوفرة منذ زمان، وقبل الإعلان التبوني عن نقطة اللاعودة.