وزير الثقافة يتدخل لحصول الفنانة بنشليخة على الفيزا (بقلم: عبد السميح الورياغلي)

لا يجب ان يمر مرور الكرام: ترفض السلطات القنصلية الفرنسية منح الفنانة المغربية منال بنشليخة الفيزا الى فرنسا، ثم تعود لتمنحها اياها، بعد تدخل من وزير الثقافة المهدي بنسعيد. السبب الذي تم على أساسه الرفض في البداية، تمثل في “عدم كفاية الرصيد المالي للفنانة”، من اجل تغطية مصاريف الرحلة إلى الديار الفرنسية، ذهابا واقامة وعودة.

في ما حصل للفنانة المغربية، هناك ثلاثة أمور ينبغي التوقف عندها:

– الأول، هو ان كل طالب للفيزا، عليه، من الان، ان يتدخل له احد الوزراء، حتى ينال حقه في التنقل والسفر، باتجاه فضاء شينجن. ولأن تدخل الوزير مستحيل استمراره، بحكم ان هناك طلبات بالآلاف للحصول على الفيزا، فإن المبادرة الوزارية لا تعدو ان تكون محدودة الأثر. ولذلك، لا يتوقع الفنانون والكتاب والادباء ان يتحول ديوان السيد الوزير، مثلا، إلى مكتب اتصال وسيط، لمساعدتهم على الحصول على الفيزا؛

– الثاني، وهو الرفض، ثم مراجعته مرة ثانية. حالة بنشليخة، هنا، برفض منحها الفيزا، ل”نقص في رصيدها المالي”، ثم الاعتذار لها بمنحها اياها، يؤكد ان ليس هناك شفافية قنصلية في مسألة منح الفيزا للمغاربة. الأمر لا يتعلق بمجرد خطأ تقني، بقدر ما يتعلق بسياسة مازالت مستمرة إلى اليوم. وهنا، تجب الإشارة الى ان زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترينا كولونا، وما اعقبها من تصريحات، حول انتهاء أزمة التأشيرات بين فرنسا والمغرب، لم تفض إلى اي آثار ملموسة في الموضوع. كل ما نرجوه، وليس لنا الا اياه، هو ان يكون الانفراج في مسألة منح الفيزا، مجرد مسألة وقت منظور، ليعود الى طبيعته الأولى؛

– الثالث، وهو تعذر حصول المغاربة على مواعيد، لايداع ملفاتهم المطلوبة، للحصول على الفيزا. فعلى الرغم من الوعود المقدمة، لتجنب تدخل الوسطاء، مقابل عمولات مالية، للوصول إلى موعد محدد من السلطات القنصلية، فإن التدخل اياه يزداد حدة، من يوم إلى اخر. والسؤال المطروح، بهذا الخصوص، هو: لماذا لا تعود عمليات الحصول على المواعيد والفيزا، إلى سابق عهدها؟