الرأي العام في الجديدة متدمر من الحالة السيئة للطرق

بقلم د. محمد فوزي

ليس هذا أثرا لآنفجار قديفة ، بل حفرة في شارع عام بالجديدة ؛ مدينة الأحافير والوساخات ،ومثل هذا المنظر القبيح ،يكاد لا يخلو منه شارع او زقاق او ساحة في هذه المدينة ،والتي حملني التأمل في بؤسها إلى خاطرتين :

الأولى؛ أن أخصها بكناية ساخرة:” مدينة بلا حوادث سير ” والسبب أن كثرة الحفر فيها تبطئ من سرعة المركبات .
الثانية ؛ أن هذه المدينة قبلت عبر التاريخ أن يتجدد اسمها ؛ فمن مازغان إلى البريجة ثم الجديدة .فلٍم لا ندعوها من اليوم فصاعدا ” أم حُفر ” ؟.وهو مركب إضافي جميل ومناسب وشائع في البلاد العربية ؛ أم القيوين في الإمارات وأم القرى ، وأم درمان في السودان ، وأم الفحم في فلسطين …..

يبدو أن الأمور في الجديدة قد خرجت عن السيطرة، وآتسع الخرق على الراتق ، ولا شئ يمكن أن يعيد إليها صفة ” مدينة ” سوى ابتكارات اليابانيين الجبارة والتى لا تعرف المستحيل، أو جدية الصينيين وتصميمهم على مغالبة كل شئ صعب، أو عزيمة الألمان الذين أعادوا إعمار مدنهم عقب دمار الحرب العالمية الثانية .

أما أن نُؤمِّل ممن تسلطوا على شأن هذه المدينة الخرِبة أن يصلحوا ما أفسدوه ، فهذا من قبيل انتظار الذي يأتي ولا يأتي. ولم يعد مجديا أن يوبخهم الناس