تشكل ذكرى عيد الشباب،التي تتزامن مع الذكرى الـ59 لميلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مناسبة لتسليط الضوء على الالتزام الراسخ لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لفائدة الأجيال الشابة، التي يحتفل بها الشعب المغربي بعد غد الأحد،من أجل انخراطهم في الدينامية التي يشهدها المجتمع، وتعزيز مشاركتهم السياسية والاقتصادية.
فكرة عيد الشباب في المغرب، هي إسم على مسمى، لأن المغرب يعتبر دولة الشباب، مادام أن نسبة الشباب فيه، تفوق نسبة الكهول والشيوخ، حسب الإحصائيات التي أجريت مؤخرا في هذا الصدد، حيث نجد أن المغرب يصنف ضمن الدول القليلة والقليلة جدا وخاصة دول الغرب – التي نسبة الشباب فيها أعلى من نسبة الشيوخ، حيث تبلغ نسبة الشباب في المغرب أزيد من 60 في المائة، وكل دولة تفوق نسبة الشباب فيها نسبة الكهول والشيوخ، يطلق عليها دولالشباب، تفاؤلا بالمستقبل الزاهر الذي ينتظر هذه الدول، وفي مقدمتها المغرب، كما تطلق في الغالب دولة الشيوخ على الدول التي تفوق نسبة الكهول فيها على نسبة الشباب.
إن للمغاربة خصوصيات متميزة، في احتفالهم بالأعياد الوطنية، تلك الخصوصيات التي من النادر أن تتواجد لدى كل الشعوب وهي تحتفل بأعيادها. ومن بين هذه الخصوصيات، نجد أن كل عيد له ارتباطه تاريخي بالعرش، إلا ويعتبر عيد المغاربة كلهم، شيبا وشبابا كهولا وشيوخا، رجالا ونساء، وبشكل شعبي تلقائي إرادي اختياري، فإذا بالعيد عيدان: عيد للعرش، وعيد للشعب في آن واحد. وفي هذا ما فيه من دلالة على قوة التلاحم التاريخي بين العرش والشعب، بين القمة والقاعدة، منذ عصور، أي منذ قيض الله لهذا الشعب تلك السدة النبوية الشريفة، التي آلت على نفسها تحمل مسؤولية قيادة هذه الأمة، قيادة دينية سياسية، ابتداء من عهد الأدارسة، إلى أن بلغت العلاقة أوجها في عهد جلالة الملك الحسن الثاني نصره الله، فإذا بالأعياد عند المغاربة فرصة خاصة للتعبير عن مظاهر الفرحة والاعتزاز والرضا والطاعة والولاء والمحبة التي يكنها الشعب لهذه السدة النبوية الشريفة، وخاصة حين يتعلق الأمر بعيد العرش أو عيد الشباب مثلا.
وفي غمرة هذه المناسبة , احتفل المغاربة لأول مرة بعيد الشباب سنة 1956، وهي السنة التي احتفلت فيها المملكة لأول مرة بعيد ميلاد جلالة الملك الراحل الحسن الثاني، وهو آنذاك ولي للعهد.
مناسبة خصّصها الملك الراحل محمد الخامس للاحتفال بعيد ميلاد ولي العهد آنذاك الحسن الثاني الذي ازداد في اليوم نفسه من عام 1929.
تربى في عز أبويه تربية إسلامية مثالية، تجمع بين الأصالة والمعاصرة، بين القيم والتقاليد والأعراف والتقاليد والعادات المغربية الأصيلة والحميدة، وبين ما يتطلبه العصر من التطور والتجديد والتغيير في مناهج الحياة، مع المحافظة على الأسس.
وتعد هذه المناسبة، التي تتزامن مع الذكرى الـ59 لميلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، فرصة مواتية لإبراز الجهود التي يبذلها جلالته من أجل تثمين هذه الفئة من المجتمع ورفاهيتها، اعتبارا لموقعها الهام في الدفع بعملية التنمية التي تعرفها المملكة.
ما فتئ صاحب الجلالة، منذ اعتلائه عرش أسلافه الميامين، يطلق المبادرات والإجراءات الرامية إلى تحقيق الازدهار الاجتماعي والثقافي للشباب، الذين يشكلون قرابة ثلث الساكنة، وكذا حماية صحتهم البدنية والعقلية، ودرء الانحرافات والمخاطر الاجتماعية عنهم، وضمان التكوينات المؤهلة لهم لتمكينهم من المساهمة بشكل كامل وناجع في الأنشطة المنتجة، وبالتالي تنمية مجتمعهم.
ويولي المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة، أهمية خاصة لتعليم الشباب، حيث يوفر لهم فرصا متعددة ومتجددة للتعلم، تضمن لهم التمتع بحقهم في الحصول على التأهيل المناسب، الكفيل بضمان اندماجهم الاقتصادي، وتحصيلهم المعرفي وارتقائهم الاجتماعي، بما يحصنهم من آفة الجهل والفقر، ومن نزوعات التطرف والانغلاق.
الشباب المغربي اليوم الذي يتمتع بمواطنة كاملة، مع الحقوق والواجبات المرتبطة بها، مدعو، أكثر من أي وقت مضى إلى المشاركة بطريقة بناءة في التحولات التي يعرفها المجتمع، مع التشبث بثوابت الهوية المغربية والانفتاح على القيم الكونية.