سائر النواحي التي نعتادها في الشعر العربي الفصيح لها مقابل في الملحون، فقد نظموا في الشعر الغنائي بسائر أنواعه من وصفه للطبيعة في قصائد تسمى الربيعيات أو تحمل أسماء مختلفة، كالعرصة والرياض والصبوحي والديجور، أي الليل وكالفجر والذهبية أي غروب الشمس، ونظموا في وصف مجالس الأنس والمرح مع التعرض لذكر الفاتنات في قصائد تحمل عدة أسماء : النزاهة، الزهو وشعبانة والغزال والمزيان، جمهور البنات، الفصادة والحجام، ثم قصائد وصف الجمال تعرف باسم من أسماء النساء كزينب أو فاطمة، أو غيثة.. وهي من باب النوع الغرامي الذي يعبر فيه الشاعر عن عواطف صادقة ولا يكون وصف الجمال إلا غرضا وليس هن المقصودات بالذات.
القصائد الغرامية تحمل عدة أسماء المحبوب، المعشوق، الجار، المرسول، الجافي الهاجر واللايم، والمرسم أي الحي أو المكان الذي يسكنه المحبوب والشمعة، حيث يشبه احتراقها وذوبانها وصفرتها صفات العاشق الولهان الذي لا تنقطع دموعه ويحترق فؤاده وتذبل سحنته.
الخمريات وتعني، الدالية، الكأس، الخمرية الساقي، الساحي، الخمارة، برع في هذا النوع الشيخ الجيلالي المتيرد، والسي التهامي المدغري، وسيدي قدور العلمي والكندوز، والحاج إدريس الحنش.
الهجاء برعوا فيه وتفوقوا ويسمونه الشحط والدق عند أهل مراكش وحفظوه عكس المدح الذي يقتصر على مادحة فباستثناء قصائد التهامي المدغري وسيدي قدور العلمي فإن الهجاء يأخذ حيزا من آخر قصائدهم يسمونه بـ”الزرَبْ” يظنون أن به يحمون قصيدتهم من التعرض لها أي يحيطونها بزرب من الشوك.
وينظمون في الرثاء ويسمونه “لَعزا أو لعْزُو” فبعض هذه القصائد موجود في الكنانيش القديمة وأغلبها تعرض للضياع. كذلك النوع المسرحي القابل للإخراج والتمثيل الحراز…ضيف الله.. القاضي .
مفاخرة العربية والمدينة، البدوية والحضرية، الأمة والحرة، العجوز والشابة وتسمى كذلك هذه القصائد بالخصام.
– الرحلات الخيالية مثل الطائر الذي يوجه إما لزيارة مكة والمدينة شوقا إلى تلك البقاع المقدسة ليصف المراحل التي يمر بها إلى
أن يصل إلى الحجاز أو يوجه إلى الحبيب أو إلى الأصدقاء وأسماؤها؛ الورشان(26)، الحمام، المرسول والطلعة…
– ومما يمتاز به الملحون أيضا الرحلة من جهة وصف البلاد أو أحياء مدينة من المدن ما يتخيلون من أن المحبوبة تركت عند حبيبها حاجة كحلي أو نحوه كتذكار ثم ضاعت له فأخذ يبحث عنها. وتسمى هذه القصائد بالشيء الضائع كالخلخال، السوار الدواح المقياس .سوار التالف (ضفيرة من شعر المحبوبة ) والدمليج.
– الشعر الفكاهي: ولهم فيه براعة مواضعه كثيرة ومتنوعة، الزردة، الضمانة، الغاز، الطحين, حمان الخربيطي ..
– يختص الملحون بالجفريات (التنبؤ بالحوادث المستقبلة) يتخذ هذا الأسلوب مطية للنقد السياسي مثلا الفقيه لعميري أيام المولى
عبد الرحمان وتحمل هذه القصائد أسماء القافية كهذه اللامية مثلا :
داك الولد المهبول أصله من أناضول الفرخ يشبه أحوال مو
– قصائد سياسية بمناسبات وطنية كالقصائد المسماة التطوانيات حول حرب المغرب مع إسبانيا سنة 1859 – 1860- فتح بونابارت لمصر – حول مساندة الحركة الاستقلالية أيام النضال، أشهر من برع في هذا الباب الشاعر الملهم الشيخ العيساوي الفلوس من أهل فاس رحمه الله. ينظمون في الألغاز، السولان أو السوال. القصائد التعليمية.
وهناك موضوعات لا توجد في الشعر العربي وهي المسخ ويسمى بالفرنسية PARODIE أي القصائد الجدية تقلب إلى هزل وسخرية .
الشعر الملحمي”الغزوات” مثلا: المسلمون مع الكفار، الغزوات الإسرائيلية والراحة (شفاء سيدنا علي وجهه الرهيب الضيافة رب العزة لعباده)…
وقد منعت هذه القصائد على المداحين المتجولين بين الأسواق في المغرب من طرف السلطات الفرنسية لأنها تزرع الحماسة الوطنية والدينية في الأهالي.