مباشرة بعد تعبيره عن مواقفه ازاء قرار حكومة بيدرو سانشيث دعم خطة الحكم الذاتي بالصحراء، وجد الصحافي والكاتب الاسباني خوان كارلوس اكوستا نفسه في مرمى نيران ابناء جلدته الذين رموه بكل انواع التهم لأنه لم يسبح بحمد انفصاليي البوليساريو وعبر عن رأيه الداعم لقرار حكومة بلاده بخصوص خطة الحكم الذاتي بالصحراء، فبعدما فاه بقناعاته، تحركت ضده دبابات ومدرعات المليشيات الدوغمائية لقصف وتجريده من مصداقيته، لأنه خرج عن الخط “المقدس” المرسوم من طرف الداعمين لجبهة البوليسارية بأرخبيل الكناري، وهي المليشيات التي تؤمن بفكرة متكلسة واحدة تجاه قضية الصحراء في زمن الديمقراطية الاسبانية القائم على اختلاف الآراء حتى بشأن المؤسسة الملكية الاسبانية وادوارها السياسية داخل اسبانيا الراهنة.
هذه المليشيات الفكرية المعشعشة داخل شبه الجزيرة الايبيرية واساسا وسط ارخبيل الكناري تضع المتاريس في طريق حرية الراي والتعبير متوعدة كل من يخالفها الرأي بشأن مشكلة الصحراء وتنهال بالهراوات والعصي على كل ما ينظر الى المشكلة من زاويته الخاصة بناأ على قناعاته وافكاره الخاصة وكاننا نعيش بين سطور رواية جورج اورويل 1984 التي كان فيها ” الأخ الاكبر” يفتح أدمغة المواطنين ليفتش فيما تحمله من أفكار.
كأني بالمواطن الاسباني اكوستا يعيش نفس التجربة مع مليشيات التفكير الوحيد والرؤية الاحادية الابعاد لنزاع الصحراء والتي اختلطت لديها العقد النفسية بالجهل مما جعلها أسيرة بروبغاندا الجبهة الانفصالية التي تهش بعصاها هذه المجموعة كقطيع من الاغنام المغمضة الاعين وتذهب بها في الاتجاه الذي تسير فيه مصالحها.
امثال الصحافي اكوستا كثيرون داخل المجتمع الاسباني وخصوصا ضمن من عاشوا داخل المغرب وعرفوه ودرسوا مشكلة الصحراء وادركوا خلفياتها والحسابات الثاوية بين ثناياها، لكنهم يخشون حملات الشيطنة والتخوين والابتزاز، يصمتون عن الجهر بالرأي في بلد المؤسسات والديمقراطية. وهذا وجه آخر خفي من أوجه جرائم البوليساريو وأخطرها على الديموقراطية الاسبانية نفسها.