جرى، اليوم الأربعاء بالرباط، افتتاح قاعة الوسائط السمعية-البصرية الجديدة بثانوية ديكارت، والتي تحمل اسم نور الدين الصايل ،تكريما لأحد رواد الفن السابع بالمغرب، الذي “كان يحب نقل معرفته وشغفه للشباب”.
وبهذه المناسبة، تمت إزاحة الستار عن لوحة قاعة الوسائط السمعية-البصرية الجديدة التي تحمل اسم الراحل بحضور ثلة من الوجوه والشخصيات من عالم الثقافة والإعلام، فضلا عن ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالرباط.
وتميز حفل الافتتاح بتقديم سلسلة من الشهادات حول قيم وإرث الراحل الصايل، منها كلمة لوزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بن سعيد.
وأكد الوزير، في كلمة تلاها نيابة عنه، مصطفى التيمي، الكاتب العام لقطاع التواصل، أنه “من المستحيل هنا استحضار فقط الفيلسوف والسينمائي والناقد والمفكر ورجل الثقافة والفكر . فالصايل عرف بشخصيته الموسوعية”.
وأضاف أن الراحل نور الدين الصايل رجل أثبت بكلماته وأفعاله أن إتقان لغة وحبها ليس من اختصاص منطقة أو أصل.
ومن خلاله ، يضيف الوزير ، “استمرت روح التنوير في إضاءة بلادنا وأكثر من ذلك ، التزامه وشهامة روحه واستقلالية فكره ، من الطبيعي اليوم إحياء ذكراه في قلب مؤسسة تحمل اسم رينيه ديكارت “، قائلا إنه” على الخصوص تشرف بتكريم هذا الغائب الحاضر ، لهذا الغائب اللامع ،السينمائي الجريئ، لهذا الرجل الشجاع ، لهذا الوطني الذي أشيد بذاكرته بقدرما أنوه بعمله “.
وشدد على أن “الراحل نور الدين الصايل ، هو أحد الوجوه في عصرنا وهو أيضا شخصية من زمن آخر ، حداثي ذو قناعة ، ووطني راسخ جعل السينما قضيته الشخصية وأروع معاركه”.
وفي تصريح لقناة الأخبار المغربية (M 24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أعربت السيدة نادية لارغيت، أرملة الفقيد الصايل عن فخرها الكبير بتكريم زوجها الراحل، مشيرة إلى أنه كان رجلا فرنسيا بقدر ما كان مغربيا، محبا للحرية.
وقالت على هامش حفل الافتتاح”نحن فخورون جدا. (…) أعتقد أن الأمر يتعلق بتقدير جميل للغاية إزاء أولئك الذين قدموا الكثير لهذا البلد، سواء في السينما، أو التلفزيون أو الثقافة بشكل عام”.
من جانبها أعربت سفيرة فرنسا بالمغرب، السيدة هيلين لوغال، في تصريح مماثل، عن سعادتها بالمشاركة في افتتاح قاعة نور الدين الصايل، الذي يعد تكريما قويا للراحل،
وقالت إن الامر يتعلق بفضاء موجه للتلاميذ الشباب الذين يولون اهتماما بمهن السمعي -البصري، مضيفة أن توفر قاعة تحمل اسم نور الدين الصايل يشكل بالنسبة لهم مصدر إلهام.
واعتبرت الدبلوماسية أن الراحل الصايل ” أضاء المغرب بطرق عديدة من خلال أفكاره وأفلامه، وأعماله لصالح السينما المغربية “.
وتابعت أن هذا الافتتاح يشكل أيضا “فرصة للتعبير عن عمق العلاقات الثقافية بين المغرب وفرنسا التي تشمل كافة القطاعات”، معربة عن “ارتياحها لوجود هذه الثقافة التي تجمعنا”.
من جهتها، أشارت مديرة ثانوية ديكارت، نجاة ديلبيرات، إلى أن افتتاح قاعة تحمل اسم نور الدين الصايل كان “بديهيا”. “فبالنسبة لنا كان الأمر بديهيا. تشكلت مجموعة عمل لوضع لائحة بالشخصيات، المغربية والفرنسية، لاضفاء الطابع الرمزي للقيم التي نريد نقلها إلى تلاميذتنا (…) واسم نور الدين الصايل فرض نفسه بشكل طبيعي “، مضيفة أن القاعة الجديدة مخصصة للتلاميذ في فوج السينما السمعي- البصري لثانوية ديكارت التي تعد من بين المؤسسات القليلة التي تقترح مادة السمعي- البصري كتخصص.
من جهة أخرى، تميز حفل الافتتاح على الخصوص بعرض فيلم وثائقي خصص لأعمال الراحل نور الدين الصايل، وكذا بعرض “بلاك سكرين”، وهو وثائقي حول السينما المغربية من وجهة نظر مهنيين، من توقيع نادية لارغيت.
ويندرج إطلاق اسم نور الدين الصايل على قاعة الوسائط السمعية- البصرية بثانوية ديكارت، في إطار مشروعها الرامي إلى إعادة تسمية كل قاعاتها بأسماء شخصيات مغربية، عوض مدرسين فرنسيين سابقين بالثانوية.
ويعكس هذا المشروع، الذي صادق عليه مجلس الإدارة في نونبر 2021، الثقافة المغربية -الفرنسية المزدوجة والثراء الثقافي والفني والعلمي والأكاديمي بالبلدين.
وقد تم إطلاق أسماء شخصيات مغربية أخرى على القاعات الجديدة بالثانوية، وتم في هذا الصدد إطلاق إسم “رويشة” على قاعة الموسيقى، و”الشعيبية طلال” على قاعة الفنون التشكيلية.
وفتحت ثانوية ديكارت التي تقع في وسط العاصمة الرباط أبوابها للتلاميذ منذ سنة 1963. وتعد هذه المؤسسة التي تضم إعدادية وثانوية وأقسام تحضيرية، النواة الرئيسية لـ”قطب الرباط – القنيطرة” الذي يضم ست مؤسسات أخرى.