
احتضنت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، يوم الجمعة 14 نونبر 2025، الدرس الافتتاحي السنوي الثاني لماستر الجغرافيا الاقتصادية والسياسية بإفريقيا ، تحت اشراف الاستاذ موسى المالكي، في إطار دينامية علمية تهدف إلى تعزيز البحث الأكاديمي حول القضايا الإفريقية الراهنة، واستشراف التحولات التي تعرفها القارة على المستويات الاقتصادية والسياسية والمجالية.
وفي هذا السياق، أكد الأستاذ لحسن العلمي، الخبير الاقتصادي والأستاذ الزائر بعدد من مؤسسات التعليم العالي، أن البنوك المغربية أضحت فاعلاً مالياً مركزياً داخل الفضاء الإفريقي، مبرزاً أن توسعها لم يعد مجرد اختيار اقتصادي بل تحول إلى رافعة لتعزيز حضور المغرب بالقارة.
وأوضح أن هذا التوسع يواجه عدداً من التحديات، خاصة ما يتعلق بتباين الأطر التنظيمية والمالية بين الدول الإفريقية، وهو ما يفرض ملاءمة متواصلة في نماذج التدبير والاستثمار.
من جهته، شدد الدكتور محمد زين العابدين الحسيني، خريج جامعة محمد الخامس والمحاضر بعدد من الجامعات المغربية والأجنبية، على أن إفريقيا تواجه منظومة متشابكة من المخاطر المناخية والاقتصادية والسياسية. واعتبر أن فهم هذه المخاطر يتطلب رؤية جغرافية دقيقة تستحضر تأثير المجال في إنتاج الأزمات وتوجيه مسارات التنمية، مؤكداً أن امتلاك مقاربات تحليلية جديدة أصبح ضرورياً لمواجهة التحديات المتصاعدة بالقارة.
وتولى تسيير اللقاء الأستاذ محمد الكيحل، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالمعهد الجامعي للدراسات الإفريقية، الذي أبرز أهمية ربط النقاش بين الأبعاد الجيوسياسية والاقتصادية والمجالية، معتبراً أن دراسة إفريقيا تتطلب تفاعلاً بين تخصصات متعددة لفهم تعقيدات المشهد القاري.
وشهد هذا الدرس الافتتاحي تفاعلاً لافتاً من طرف الطلبة الباحثين، الذين طرحوا أسئلة ومداخلات أغنت النقاش وأبرزت الاهتمام المتزايد بقضايا إفريقيا وبدينامياتها المعاصرة. وقد اعتُبر اللقاء محطة أساسية لتبادل الرؤى بين الأساتذة والطلبة، وفرصة لإثارة إشكالات بحثية جديدة تدعم مسار التكوين داخل الماستر.
وأكد المشاركون أن هذا الموعد السنوي أصبح يشكل قيمة مضافة داخل كلية الآداب وجامعة محمد الخامس، باعتباره فضاءً لتجديد النقاش العلمي وتعميق التفكير حول رهانات القارة الإفريقية والتحولات التي تشهدها.






