أخبارفنون و ثقافة

مجلة فرنسية.. القفطان المغربي أيقونة للأناقة المتجددة عبر العصور

خصّصت مجلة Public.fr الفرنسية في عددها الصادر يوم الأربعاء صفحة كاملة للحديث عن القفطان المغربي، باعتباره أيقونة تراثية وثقافية تستحق مكانتها ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية لدى منظمة اليونسكو.

وأبرزت المجلة أن المغرب خطا خطوة هامة في هذا المسار عندما تقدّم، قبل أربعة أشهر، بملف رسمي للدفاع عن القفطان كجزء لا يتجزأ من هويته التاريخية والثقافية.

وأوضحت المجلة أن الحُجّة الأساسية التي قدّمها المغرب أمام اليونسكو تتمثل في الاستمرارية التاريخية التي يتميز بها القفطان، إذ ظلّت تقنياته وأساليبه الحرفية تُنقل من جيل إلى آخر دون انقطاع.

وأشارت إلى أن تقارير إثنوغرافية واستعمارية عديدة، سواء من المغرب أو من الخارج، تؤكد بقاء تقنيات مثل صناعة “السفيفة” راسخة في المدن المغربية الكبرى مثل فاس، مراكش، وجدة وتطوان.

وأبرزت المجلة أيضًا التميّز المغربي مقارنة بدول الجوار، حيث ذكرت أن بعض التقنيات التي اندثرت تمامًا في الجزائر خلال العهد العثماني استمرت حية في الورشات المغربية، وهو ما يُبرِز فرادة واستمرارية التقاليد النسيجية بالمغرب.

واستشهدت بشهادات قديمة لصناع تقليديين تلمسانيين اعترفوا بزوال تقنيات مثل النسج بالبطاقات في مدينتهم، بينما ظلّت مزدهرة في المغرب.

كما تناولت المجلة تأثير المغرب على بلدان المغرب العربي من خلال الحرف التقليدية، مؤكدة أن الأقمشة المغربية مثل “الزردخان” و”المنسوج” وكذلك تطريزات “المجبود” كان لها تأثير مباشر على ورشات في الجزائر، بل واستندت إليها الجزائر في إعداد ملف “الشدة التلمسانية” الذي قدّمته لليونسكو سنة 2012.

وأفردت المجلة فقرة خاصة عن البُعد الدبلوماسي والرمزي للقفطان المغربي، مبرزة أنه لطالما كان هدية ملكية تُقدّم لكبار الشخصيات العالمية، مثل الشاهبانو فرح ديبا، سيدة الغناء العربي أم كلثوم، والسيدة الأمريكية الأولى السابقة هيلاري كلينتون، وهو ما يرسخ مكانة القفطان كرمز يتجاوز الحدود الوطنية ليصبح واجهة ثقافية للمغرب.

واختتمت المجلة تقريرها بالتأكيد على أن القفطان المغربي ما زال حيًّا بفضل إبداع الحرفيين والجمعيات التي تسهر على تجديده وتطويره، مثل جمعية “تيميندوتس” التي تعمل على تكوين حرفيات جديدات وحفظ النقوش التقليدية والتعاون في مشاريع فنية دولية.

وأكدت المجلة أن القفطان ليس مجرّد لباس تقليدي جامد، بل تراث حيّ يتطور باستمرار ويحمل هوية المغرب إلى العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Soyez le premier à lire nos articles en activant les notifications ! Activer Non Merci