
في ضربة موجعة جديدة لنظام الجزائر ودميته الانفصالية “البوليساريو”، جدد وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، اليوم الثلاثاء، أمام مجلس العموم البريطاني، دعم بلاده الواضح والصريح لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، واصفا إياها بأنها “الأساس الأكثر مصداقية وقابلية للتطبيق وبراغماتية” لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وأكد لامي، في كلمته أمام برلمان ويستمنستر، أن هذا الدعم جاء خلال زيارته الأخيرة للمغرب، مشيرا إلى أن الظرفية الراهنة، مع اقتراب الذكرى الخمسين لهذا النزاع المصطنع، تتيح فرصة جديدة للتقدم نحو حل سياسي واقعي بفضل التزام دولي متجدد، مبرزا في الوقت ذاته متانة العلاقات الثنائية بين لندن والرباط وتعاون البلدين في ملفات استراتيجية كالهجرة، ومكافحة الإرهاب، والتغير المناخي.
وأضاف رئيس الدبلوماسية البريطانية أن زيارته للمغرب توجت بتوقيع سلسلة اتفاقيات شراكة، ما يعكس رغبة المملكة المتحدة في تعميق علاقاتها مع المغرب، شريكها التاريخي والموثوق.
ولم تستسغ الجزائر ولا “البوليساريو” هذا الموقف البريطاني، وسارعتا إلى إصدار بيانين منفصلين يحملان نفس النبرة الغاضبة. فقد أعربت الجزائر، عبر وزارة خارجيتها، عن “أسفها العميق” لدعم لندن لمقترح الحكم الذاتي، مدعية أنه لم يعرض “على الصحراويين” ولم يؤخذ على محمل الجد من قبل مبعوثي الأمم المتحدة. وذهبت إلى حد وصف المبادرة المغربية بأنها “فارغة المحتوى” وتخدم “الأمر الواقع”.
أما جبهة “البوليساريو”، التي تلقت هي الأخرى هذه الصفعة بتوتر واضح، فقد اعتبرت أن موقف المملكة المتحدة “يتنافى مع مواقفها التقليدية” كعضو دائم في مجلس الأمن، متهمة لندن بـ”الانحياز”.
الاهتمام الكبير الذي حظي به هذا الموقف البريطاني يرجع إلى مكانة لندن كعضو دائم العضوية في مجلس الأمن، ووزنها السياسي والاقتصادي الدولي، ما يضفي على دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية أهمية استراتيجية، ويزيد من عزلة الجزائر و”البوليساريو” على الساحة الدبلوماسية.
موقف بريطانيا يندرج ضمن موجة دعم دولي متصاعدة للمقترح المغربي، باعتباره حلا واقعيا ومتقدما يحظى بتأييد عدد متزايد من الدول الكبرى، مما يعكس تحولا عميقا في موازين التعاطي مع هذا النزاع المفتعل، على حساب الأطروحات الانفصالية البائدة.
الموقف البريطاني ليس إلا حلقة جديدة في سلسلة الدعم الدولي المتنامي لمقترح الحكم الذاتي، الذي بات اليوم الخيار الأكثر جدية ومصداقية في عيون العالم. وهو ما يزيد من عزلة الجزائر ومرتزقتها، ويؤكد أن زمن المراوغات قد ولى، وأن الصحراء مغربية، شاء من شاء وكره من كره.






