
وكأن المآسي لا تنتهي، شهدت ولاية تلمسان الجزائرية حادثًا مروعًا يثير أكثر من سؤال حول الإهمال وسوء الإدارة، أسدٌ يفتك بحارسٍ في حديقة مغلقة منذ 2021، وكأن الزمن توقف هناك، لكن الموت لم يتوقف.
كيف يُعقل أن تستمر رعاية الحيوانات في منشأة مغلقة أمام الجمهور لأسباب تتعلق بسوء الظروف، دون أن يُطرح السؤال الأهم: هل هذه الحديقة مكان آمن للعاملين فيها؟ ما الذي دفع الأسود، التي كانت تتلقى طعامها يوميًا من نفس الأيدي، إلى مهاجمة حارسها والتهامه؟ هل هو الجوع؟ الإهمال؟ أم أن بقاء هذه الحديقة في وضعها الحالي هو الكارثة الحقيقية؟
هذه الحديقة لم تُغلق عبثًا، بل لأنها لا تصلح لإيواء الحيوانات في الأصل، فلماذا بقيت الأسود والنمور وباقي الحيوانات رهائن لأقفاص ضيقة، تُحبس فيها حتى تنفجر وحشيتها؟ إذا كانت الحديقة مغلقة أمام الزوار، فلماذا لم يتم نقل الحيوانات إلى مكان أكثر أمانًا؟ كيف يُترك موظفوها وسط هذه الفوضى، وكأن أرواحهم لا تساوي شيئًا؟
هاجمت 3 أسود حارس حديقة حيوانات بالمنصورة في ولاية تلمسان الجزائرية،وافترسته أثناء تأدية مهامه، حيث كان بصدد إطعامهم، يذكر أن الحديقة مغلقة منذ عام 2021 بسبب إيواء الحيوانات المعروضة للزائرين في أماكن ضيقة.
ابن أخيه يعلّق رحمك الله عمي العزيز،الجثة لم يتبق منها شيء 😭💔@Eyaaaad pic.twitter.com/6mhfkKzaKV— laid (@benameurlaid2) March 30, 2025
لنكن صريحين، بعد أيام ستنتهي هذه الضجة، وسينسى الجميع اسم الضحية، وربما تُكمل الأسود حياتها وكأن شيئًا لم يكن.
لكن المسؤولية يجب أن تقع على من سمح ببقاء هذه الحديقة على قيد الحياة رغم قرار إغلاقها، على من لم يؤمّن الحراس ولم يضع بروتوكولات تحميهم.
على من يترك المرافق الحيوية في الجزائر تعاني من الإهمال حتى تتحول إلى مسارح للدماء.






