مراسلة زكية لعروسي من باريس.. الفن المغربي يخلق الحدث في عرس ثقافي مهيب نظمته اليونسكو

باريس: مراسلة زكية لعروسي

يوم أمس الإثنين ، كان لنا موعد مع عرس ثقافي مهيب نظمته اليونسكو بباريس، بتمويل سخي من المملكة العربية السعودية لتعزيز الثقافة العربية الدولية، حيث التأمت نخبة من الفعاليات الثقافية والدبلوماسية التي أضافت رونقًا خاصًا لهذا الحدث. تخللت اليوم ندوات حول فنون الخط العربي، وبرز فيها الخطاط المغربي محمد قرماد، الذي أدهشني بموهبته وتفانيه؛ كان نموذجًا حيًّا للإبداع والاحترافية، وشخصية جمعت بين اللباقة والمهارة. كما شملت الندوات نقاشات معمقة حول سياسات تعليم اللغة العربية، وأهميتها كحامل للهوية الثقافية.

لكن أكثر ما زاد من بريق هذا اليوم هو لقاؤنا مع مغاربة المهجر وتحديدًا مع سفير المغرب لدى اليونسكو، السيد سمير الظهر، الذي أبدع بتواضعه وأسلوبه التواصلي المميز مع أبناء وطنه، مجسدًا صورة مشرقة للمسؤول المثالي في مثل هذه المحافل الثقافية الدولية.

وبين أجواء الثقافة والموسيقى، كان لنا نصيب من الإعجاب بفريق “سفراء الأندلس المغربية” بفرنسا، فرقة شبابية تحمل بإخلاص مشعل الفن الأندلسي المغربي، حيث أبدعوا في تقديم فن أصيل يسكن في ذاكرة كل مغربي. هؤلاء الشباب من الجنسين جددوا فينا فخرنا بتراثنا وأعطونا دروسًا في الوفاء لتاريخنا وهويتنا. عشنا معهم لحظات انتماء شامخة، حيث أذابوا مرارة الغربة بنغمات تداعب أوتار القلب، فعاد بنا إحساسنا الوطني ليطوف في فضاء الحلم المغربي الكبير.

إن هذا اليوم الثقافي لم يكن مجرد احتفال عابر، بل كان جسرا يعبر بنا نحو تمغرابيت متجددة، وإلهاما يعيد التأكيد على أهمية الثقافة كجسر نحو الوحدة والانتماء. شكرًا لكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث، ولأولئك الذين يسعون لدعم ثقافتنا وفنوننا في المهجر، حتى لا تنطفئ مشاعل هويتنا.