لقي ما لا يقل عن 51 شخصًا حتفهم في فيضانات مدمرة اجتاحت مساء الثلاثاء جنوب شرق إسبانيا، وفقًا لحصيلة مؤقتة.
أعلنت خدمات الطوارئ عبر رسالة على منصة “إكس” أن “العدد المؤقت للوفيات بلغ 51”.
وكانت المنطقة شبه معزولة عن باقي البلاد، إذ أصبحت بعض القرى غير قابلة للوصول، بحسب خدمات الإنقاذ.
España enfrenta inundaciones y destrucción causadas por la DANA. Las fuertes lluvias han provocado graves problemas en la península, especialmente en el este y sur del país.#españa pic.twitter.com/plFtsq7wKZ
— El Quinto Elemento TV (@el5elementotv) October 30, 2024
خلال الليل، أعلن كارلوس مونثون، رئيس حكومة إقليم فالنسيا، عن العثور على عدة جثث، مضيفًا: “نحن نواجه وضعًا غير مسبوق لم يشهده أحد من قبل”.
ومع ذلك، لم يكن هناك ما يشير إلى مثل هذا العدد من الضحايا، مما يجعل هذه الفيضانات الأكثر دمارًا في إسبانيا منذ أغسطس 1996.
لا تنقلات على الطرق
أعلنت السلطات الثلاثاء أن سبعة أشخاص فُقدوا، بينهم شخص في “الكوديا” بمنطقة فالنسيا، وستة آخرون في “ليتور” بمقاطعة ألباثيتي المجاورة (منطقة كاستيا لا مانتشا)، حيث اجتاحت مياه الفيضان الشوارع وجرفت السيارات وغمرت المباني.
عملت فرق الطوارئ، مدعومة بطائرات بدون طيار، طوال الليل للبحث عن الستة المفقودين في “ليتور”، حسبما صرحت ميلاغروس تولون، مندوبة الحكومة المركزية في كاستيا لا مانتشا، للتلفزيون العام TVE.
Valencia – O que está acontecendo na Espanha não tem precedentes. Fala-se numa precipitação de mais de 500 mm#Espana #espanha #INUNDACION #inundacao #lluvia #chuva #Valencia pic.twitter.com/pn364vczXu
— Regresso Nacional (@RegressoNaciona) October 29, 2024
وأضافت: “الأولوية هي العثور على الأشخاص المفقودين”.
وأعلنت شرطة مدينة “الكوديا” أنها تبحث عن سائق شاحنة فُقد منذ ظهر الثلاثاء.
وطلبت السلطات من جميع السكان عدم محاولة التنقل عبر الطرق.
Se empezaron a encontrar cadáveres de personas ahogadas tras las inundaciones en la provincia de Valencia, España.
Fuertes lluvias azotaron ayer por la tarde la región oriental de España. En algunas zonas cayeron más de 300 mm de lluvia en 12 horas. pic.twitter.com/VqDhkx2yxR
— Universo Biblico (@universobiblico) October 30, 2024
خلية أزمة وحالة تأهب
أنشأت الحكومة المركزية خلية أزمة اجتمعت لأول مرة مساء الثلاثاء، وأرسلت وحدة من الجيش المتخصصة في عمليات الإنقاذ إلى منطقة فالنسيا.
وكان من المقرر أن تجتمع خلية الأزمة مجددًا ظهر الأربعاء برئاسة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، العائد من زيارة رسمية إلى الهند.
وقبيل ذلك، كان سانشيز سيتحدث إلى الشعب من قصر “لا مونكلوا” في الساعة 11:30 بالتوقيت المحلي (10:30 بتوقيت غرينتش).
وفي الليل كتب على منصة “إكس”: “أتابع بقلق الأخبار عن الأشخاص المفقودين والأضرار التي سببتها العاصفة في الساعات الأخيرة”، داعيًا السكان إلى اتباع نصائح السلطات. وأضاف: “كونوا حذرين للغاية وتجنبوا التنقلات غير الضرورية”.
“القطرة الباردة”
أعلنت بلدية فالنسيا إغلاق جميع المدارس يوم الأربعاء، وكذلك الحدائق العامة، وإلغاء جميع الفعاليات الرياضية.
وأشارت شركة “إينا” الإسبانية لتشغيل المطارات إلى تحويل 12 رحلة كانت مقررة للهبوط في مطار فالنسيا (شرق) إلى مدن إسبانية أخرى بسبب الأمطار الغزيرة والرياح العاتية، وإلغاء عشر رحلات أخرى كانت مقررة للإقلاع أو الهبوط في المطار.
وأعلنت شركة البنية التحتية للسكك الحديدية الوطنية “أديف” تعليق خدمات القطارات السريعة بين مدريد وفالنسيا مساء الثلاثاء بسبب تأثيرات العاصفة على محطات رئيسية في شبكة السكك الحديدية.
وخرج قطار سريع عن مساره في منطقة الأندلس الجنوبية وعلى متنه 276 راكبًا، لكن لم يُصب أحد بأذى، وفقًا للحكومة الإقليمية.
أنقذت خدمات الطوارئ العشرات في “ألورا” بالأندلس، بعضهم بواسطة مروحيات، بعد فيضان أحد الأنهار.
وكانت وكالة الأرصاد الجوية الوطنية “أيميت” قد أعلنت حالة التأهب الحمراء في منطقة فالنسيا والمستوى الثاني من التحذير في أجزاء من الأندلس، محذرة من استمرار الأمطار حتى يوم الخميس.
وتعرضت العديد من الطرق للانقطاع في المنطقتين بسبب الفيضانات.
تعاني منطقة فالنسيا وساحل البحر المتوسط الإسباني بانتظام خلال فصل الخريف من ظاهرة “القطرة الباردة”، وهي حالة جوية تتسبب في هطول أمطار مفاجئة وعنيفة تستمر أحيانًا لعدة أيام.
ويحذر العلماء من أن الظواهر الجوية المتطرفة، مثل موجات الحر والعواصف، تزداد تكرارًا وطولًا وشدةً بسبب التغير المناخي.