في سابقة أثارت الكثير من الجدل والضحك على مواقع التواصل الاجتماعي، قامت إحدى القنوات الجزائرية بإلزام مذيعتها بارتداء القفطان المغربي لتقديم النشرة الجوية.
خطوة كهذه، التي بدت محاولة لتقديم شيء جديد أو ربما نسبة القفطان إلى التراث الجزائري، حولت الموقف إلى مادة دسمة للسخرية والنقد.
كيف يمكن لزي تقليدي معروف بأصالته المغربية أن يُقدم في سياق نشرة جوية؟ وهل كانت هذه المحاولة ناجحة أم أنها سقطت في فخ التقليد المكشوف؟
القفطان المغربي هو زي تقليدي مغربي يتميز بالفخامة والأناقة، ويرتبط بالمناسبات الاجتماعية الكبرى كالأعراس والاحتفالات.
وعلى الرغم من هذا التراث العريق، اختارت القناة الجزائرية أن تلبس مذيعتها القفطان في نشرات الطقس، في مشهد أثار حيرة المتابعين.
فبينما العالم يعترف بأن القفطان جزء لا يتجزأ من الهوية المغربية، بدا واضحاً أن محاولة القناة نسبه إلى الجزائر لم تلقَ استحسان الجمهور.
الردود على هذه الخطوة جاءت سريعة ومتنوعة، لكن السخرية كانت العنوان الأبرز.
رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب وحتى في الجزائر انطلقوا في تداول النكات حول المشهد، معتبرين أن هذه الخطوة تكشف عن رغبة خفية في “استعارة” التراث المغربي بطرق غير مقنعة. فمن الواضح أن القفطان لا يمكن أن يتحول بلمسة سحرية إلى جزء من الهوية الجزائرية فقط من خلال عرضه في نشرات الأخبار.
وفي السياق ذاته، يبدو أن الإعلام الجزائري، بدلاً من أن يسلط الضوء على تراثه الخاص، وقع في فخ محاولة التقليد، مما جعله عرضة للنقد والتهكم.
فكما أكد العديد من المغردين، لا يمكن للهوية الثقافية أن تُبنى على استعارة عناصر من ثقافات أخرى، بل هي نابعة من التراث المحلي والخصوصيات الثقافية لكل بلد.
محاولة القناة الجزائرية لإدخال القفطان المغربي إلى نشراتها الجوية تحولت إلى أضحوكة طقسية أكثر من كونها إبداعاً إعلامياً.
فالتقليد الفاشل لا يبني هوية ثقافية، والعالم يشهد أن القفطان يظل رمزاً من رموز المغرب الذي لا يمكن نسبه بسهولة إلى أي ثقافة أخرى.
هذه الخطوة لم تؤدِ سوى إلى كشف هشاشة محاولات بعض الجهات لسرقة التراث بطرق غير مقنعة، مما جعل القناة تبدو وكأنها في سباق خاسر لكسب هوية ليست لها.