أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في نيويورك، أن المغرب والصين يتقاسمان الطموح ذاته بإقامة تعاون جنوب جنوب “مربح للأطراف الثلاثة” دعما للتنمية في إفريقيا في مختلف المجالات.
وقال السيد بوريطة، الثلاثاء، خلال اجتماع وزاري رفيع المستوى لمجموعة أصدقاء مبادرة التنمية العالمية، إن المغرب أقام، تحت قيادة ورؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تعاونا متينا ومتعدد الأبعاد مع بلدان إفريقية من خلال مبادرات وشراكات رائدة.
واستعرض الوزير، في هذا الصدد، مبادرة “تريبل إس” (Triple S) للنهوض بالاستدامة والاستقرار والأمن في إفريقيا، ومبادرة “تريبل أ” لتكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية، وتزويد بلدان إفريقية بالأدوية والمعدات الطبية خلال فترة جائحة كوفيد-19، فضلا عن تعاون في مجالات الأمن الغذائي والأسمدة والتغير المناخي.
وهنأ السيد بوريطة، بهذه المناسبة، الصين على إطلاق مبادرة التنمية العالمية، منوها بالجهود التي تبذلها بكين لصالح النهوض بالتنمية المستدامة.
وقال الوزير إن إطلاق هذه المبادرة يأتي في وقت ملائم وفي سياق غير مسبوق يتسم بأزمة ثلاثية، صحية وغذائية وطاقية، فضلا عن البحث عن حلول ملائمة للتحديات العالمية.
وأوضح الوزير أن “المبادرة تأتي كذلك سبع سنوات قبل الموعد المحدد لبلوغ أهداف التنمية المستدامة. ففي حين تم إحراز تقدم ملحوظ في العديد من مناطق العالم، إلا أن عددا من البلدان تعرف تأخرا في تحقيق هذه الأهداف، لتأثرها بشدة بانعكاسات جائحة كوفيد-19”.
واعتبر أن الأمر يتعلق بنموذج شراكة دينامية لتعزيز والنهوض بالتعاون الدولي، بما في ذلك التعاون جنوب جنوب، من أجل تنفيذ أجندة 2030 للتنمية المسىتدامة.
ولاحظ السيد بوريطة خلال هذا الاجتماع المنعقد على هامش الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن “المبادرة ستسهم دون شك في تعزيز التضامن العالمي ودعم جهود البلدان النامية للوفاء بالتزاماتها في مجال التنمية، خاصة في السياق العالمي الراهن”.
وسجل أيضا، أن دعم المغرب لمبادرة التنمية العالمية ينبع من روابط الصداقة التي تجمع المغرب والصين منذ عقود.
وذكر بأن “هذه العلاقات شهدت زخما جديدا منذ زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس للصين في 2016، وهي الزيارة التي توجت بإطلاق شراكة استراتيجية بين البلدين”، مضيفا أن المبادلات التجارية الثنائية حققت قفزة بـ50 في المائة ما بين 2016 و2021.
وقال إن الاستثمارات الصينية في المغرب عرفت بدورها ارتفاعا ملحوظا، مع أزيد من 80 مشروعا في مختلف المجالات.
وأبرز وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أيضا، أن التعاون بين المغرب والصين أثمر، وفي سياق كوفيد-19، بلورة شراكة في مجال الصحة والتلقيح، والتي تم تتويجها بإحداث وحدة لتصنيع اللقاح المضاد لكوفيد، مؤكدا أن هذه البنية التحتية ستساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي والسيادة الصحية للمغرب.
وذكر بأن روابط التعاون بين البلدين تعززت من خلال التوقيع، مطلع السنة الجارية، على اتفاقية “خطة التنفيذ المشترك لمبادرة الحزام والطريق”، مشيرا إلى أن المغرب كان من بين أوائل البلدان الإفريقية التي انضمت لهذه المبادرة.
وجدد الوزير دعم المغرب لمبادرة التنمية العالمية التي ستسهم، دون شك، في تسريع التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة في إفريقيا.