ولو اننا اعتدنا ان نقرأها خطأ بشكل مجتزئ فنقول: “جنت على نفسها براقش”، فالأصح أن نقول أنه قد جنت على نفسها وأهلها براقش! والحكاية أن قوما من العرب كانت لهم كلبة تُدعى براقش يشتد نباحها كلما أهلّ غرباء على القرية، مما يمكن أهلها من اعتقال اللصوص المنفردين أو من الاحتماء بالجبال القريبة من هجمات الأعداء الذين يفوقونهم عددا وعدّة.
وفجر يوم أحد أسود، اشتد نباح براقش التي بفضل ولائها لأسيادها انقذتهم من مذبحة جماعية، حيث التجأوا للغابة المجاورة يرتقبون انسحاب فيلق من قطاع الطرق المدججين بالأسلحة من أجل العودة إلى منازلهم آمنين. ومن فرط ولائها للأيادي التي تطعمها من جوعها وبمجرد رجوع الأهالي للقرية، أطلقت براقش العنان لنباحها احتفالا بهم وإمعانا في إظهار الولاء لأسيادها، مما أثار انتباه قطاع الطرق الذين عادوا فقتلوا كل سكان القرية وقتلوا براقش نفسها.
فجر يوم الأحد الأخير، تكررت نفس الحكاية، لكن بشخوص مختلفة يقوم فيها الصحفي الجزائري حفيظ الدراجي بدور براقش التي تُمعن في إظهار الولاء لنظام الجنرالات بالجزائر ويظهر شخص ثالث هو الناشطة السورية ميسون بيرقدار التي أوقعت الدراجي وأولياء نعمته في شرك يفضح التدخل الصارخ للجزائر في شؤون الشعب السوري واصطفافه إلى جانب نظام الأسد، مستهزئا بمآت الآلاف من الرؤوس التي قطعها سيف النظام الدموي ومستخفا بدول الخليج وعلى رأسها العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. هذا دون الحديث عن التدخل البليد دبلوماسيا للجزائر في موضوع سد النهضة الإثيوبي، ضدا على مصالح مصر الحيوية والقومية وعن تواطئ جنرالات الجزائر مع إيران والسماح لها باستعمال أراضيها كقاعدة لتقوية المد الشيعي بإفريقيا.
بعد كل هذا، من البديهي أن تتعالى الأصوات من أجل سحب تنظيم القمة العربية من الجزائر التي أصبحت عامل تفرقة داخل الوطن العربي وبالتالي غير مؤهلة لاحتضان قمة هي أصلا تتنكر لمبادئها وتحيك المكائد ضد توجهاتها ومخرجاتها. من الطبيعي أيضا أن تتعالى الأصوات مطالبة قناة الجزيرة بفصل حفيظ الدراجي الذي انكشف بشكل مُخزٍ دوره الوضيع في خدمة اسياده من جنرالات الجزائر.
فهل سيتم سحب تنظيم القمة العربية من الجزائر وبذلك يكون حفيظ الدراجي، النسخة المُحَيَّنة من براقش، قد جنا على أهله ونفسه؟