المغرب من بين الدول العربية والأفريقية المشاركة في أهم وأكبر المشاريع العلمية عبر العالم

شارك المغرب ضمن 20 دولة في إنشاء أضخم جهاز لدراسة النيوترونات في العالم والذي يتوقع أن يحتل مكانة مركزية في مجال فيزياء النيوترينو وأن يحقق اختراقات علمية في هذا المجال.

وحسب الجزيرة نت، شارك أساتذة باحثون وطلبة دكتوراه من 4 جامعات مغربية في المشروع الدولي المسمى “هايبر كاميوكاندي” في اليابان.

ويقول منسق المشروع بالمغرب البروفيسور محمد الكويغري في حديث للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني إن “إسهام المغرب في المشروع يعد محوريا وأساسيا ومتنوعا، ينطلق اليوم وسيمتد على مدى عقود، بدءا بالمعايرة القبلية وتصميم أجهزة المعايرة ونظام الإيلاج، مرورا بتطوير البرمجيات المستعملة، ووصولا إلى الإسهام في تحليل بيانات الكاشف فور تجميعها”.

وحول أهمية مشاركة الجامعات المغربية في هذا المشروع، يشير الكويغري إلى أن “انضمام المغرب لهذا المشروع سيؤدي إلى ضمان تكوين علمي من أعلى مستوى لباحثيه، خاصة طلبة الدكتوراه أساتذة الغد بالجامعات الوطنية، كما أنه سيحافظ على الدينامية التي يعرفها هذا المجال في المغرب والمتوارثة عبر أجيال من الباحثين. خاصة أن جيلا ذهبيا من أطر الجامعات مقبلون على التقاعد، ووجب تعويض خير سلف بخير خلف وهو ما يتماشى ومقترحات النموذج التنموي الجديد للبلاد”.

ومن المنتظر أن تضم مساهمة المغرب في إنشاء المشروع 3 فروع أساسية: الأول مرتبط بمهمة معايرة طاقة الكاشف عن طريق استعمال جهاز نووي، وفي الإطار نفسه يرتقب أن يقوم المغرب بتصميم وتصنيع نظام أتوماتيكي للإيلاج يتم التحكم به عبر حاسوب بشروط دقيقة وشديدة الحساسية.

أما عن المساهمة المرتقبة الثانية فهي تهم إنشاء وحدة محلية للمعايرة (خارج اليابان) لمعايرة بعض خصائص الوحدات البصرية للكاشف (بمثابة أعينه)، في حين تبقى المهمة الأخيرة مرتبطة بتعزيز شبكة الحوسبة التي ستستعمل لتخزين ومعالجة البيانات المأخوذة من الكاشف مثل تلك الناتجة عن المحاكاة.

وتجدر الإشارة إلى أن المغرب يتزعم القارة الأفريقية بتوفره على أسرع حاسوب فائق في القارة هو حاسوب توبقال المسير من قبل جامعة محمد السادس متعددة التخصصات، كما أن جامعة ابن طفيل هي الأخرى ترمي إلى انشاء مركز حوسبة من الطبقة الثانية لتدعيم الشبكة ذاتها.

ويختم محمد الكويغري حديثه مع الجزيرة نت بالقول “من المنتظر أن تتعاون 3 جامعات أميركية والجامعات المغربية في إنجاح هذه المأمورية، حيث إن أحد الطلبة الدكاترة من جامعة ابن طفيل -وهو رفيق الرابط المشارك في هذا المشروع- سيمضي سنة كاملة في إحدى تلك الجامعات الأميركية تحت إشراف مشترك في إطار برنامج فولبرايت الأميركي، مما سيسرع التعاون المغربي-الأميركي في هذا المجال”.