*باريس– المعطي قبال
ما بين 2012 و 2015، طردت فرنسا أربعين إماما إما بسبب مواقفهم المعادية لفرنسا وإما بسبب لاساميتهم أو تطرفهم الديني خلال الخطب التي ألقوها بالمساجد أو على منصات رقمية. و بمجيء إيمانويل ماكرون و وزير الداخلية جيرار دارمان إلى السلطة، لم تخف وتيرة الطرد بل عرفت تزايدا نتيجة تشديد قوانين المراقبة والانفصالية.
وهكذا وبعد أن طلبت السلطات من الإمام القمري المقرب من الإخوان المسلمين، المادي أحمدا، مغادرة التراب الفرنسي جاء دور الإمام حسن إقويسن، وهو من أصول مغربية، لهز رحاله بالرغم من إقامته بفرنسا لمدة عقود وتأسيسه لعائلة يبلغ عدد أفرادها اليوم، 5 أطفال. وهو من مواليد 1964 ببلدة دوران بالقرب من فالنسيان بشمال فرنسا. ويبدو أن وزارة الداخلية ومحافظة الشمال تتهيئان منذ مدة لإسقاط هذا الإمام بتجميع الخطب التي ألقاها والفيديوهات التي أعدها وسربها و كلها مثخنة حسب السلطات الفرنسية بالعداء للسامية، العداء للنساء والحط من مكانتهم.
واعتاد الإمام، الذي تعتبره بعض الأوساط داعية على الطراز الأمريكي، إلقاء خطبه باللغة الفرنسية على قناته الخاصة وعلى فايسبوك والتي يتابعها آلاف الأتباع، إذ بلغ عدد المتتبعين لخطبه عام 2020، 169 000 مشاهد. وبذلك تحول إلى نجم رقمي بفضل تمكنه من أدوات التواصل الاجتماعي وخطبه النارية ضد اليهود الذين يعتبرهم أناس بخلاء ويعيشون في غيتوات وأيضا ضد النساء التي يطالبهن بطاعة رجالهن.
ومثله مثل العديد من الأئمة، جهل أو تجاهل حسن إقويسن القانون الذي دخل حيز التنفيد والمتعلق ب « قانون دعم احترام مبادئ الجمهورية » الذي تم تطبيقه في شهر غشت 2021. اليوم يجد الإمام نفسه في ورطة: تعليق بل رفض تجديد محافظة شمال فرنسا وبقرار من رئيس المحكمة القضائية لبطاقة إقامته بعد أن هيأت المحافظة ضده ملفا دسما يتألف من الخطب والمواعظ تشير على أن الشريعة يجب أن تكون نبراسا وهداية للسلوكات في الحياة الخاصة والعامة. وأنه على المرأة أن تمتثل لرغبات الرجل.
في فيديو أخر، يحدد الإمام مواعيد السباحة للنساء والرجال. كما يشجع على دعم الأسلمة عن طريق صناديق الاقتراع. إن طردت السلطات الفرنسية الإمام حسن إقويسن، فلن يستقبله المغرب ما عدا إن… و قد أعربت اليوم السلطات المغربية عن استعدادها لاستقبال الإمام ولن يكون أمامه خيار لقبول هذا الاقتراح في الوقت الذي تحدث فيه البعض عن إمكانية لجوئه إلى بلجيكا.
*كاتب و صحفي