فن مغربي يتشبث بالبقاء ..“مهرجان فن العيطة بآسفي” ينطلق ما بين 27 و30 يوليوز الجاري

الكوليماتور:

تنظم وزارة الشباب والثقافة والتواصل بشراكة مع عمالة إقليم آسفي، الدورة ال21 للمهرجان الوطني لفن العيطة بآسفي، وذلك خلال الفترة ما بين 27 و30 يوليوز الجاري.

وذكر بلاغ للوزارة، أن هذه الدورة التي تأتي بعد سنتين من الانقطاع نتيجة الظرفية الوبائية، تبصم على توجه جديد طموح يرتقي بفن العيطة كتعبير إنساني متعدد الروافد يستقي مرجعيته الفنية الأصيلة من المكون المحلي المغربي ليخترق آفاق العالمية تحت شعار “فن العيطة … المشترك في المتعدد”.

المهرجان يعيد إحياء وتثمين هذا اللون الفني المغربي الضارب في القدم، والذي لم ينل حقه من الاهتمام إلا في السنوات الأخيرة.

وقد عانى فن العيطة لعقود طويلة من التهميش والاقصاء لارتباطه بالعمق البدوي، واتهم رواده وخاصة المغنيات، بالخروج عن الإطار الأخلاقي للمجتمع المغربي.

 فظلت العيطة على الهامش، فيما انصب الاهتمام على فنون أخرى نشأت في كبريات الحواضر، كفن الملحون والطرب الاندلسي.

وتشير العيطة في العامية المغربية إلى النداء أو الاستغاثة بصوت عال، حيث تقوم القصائد الشعرية لهذا الفن على استنجاد السلف والتبرك به وزرع الهمم في نفوس المستمعين.

يعد فن العيطة من أقدم الفنون في المغرب، وتعود بداياته إلى القرن الثاني عشر ميلادي، تزامنا مع وصول أولى القبائل العربية للمغرب، وهي قبائل بني هلال وبني سليم.

وحسب المصدر ذاته ، تنفتح الدورة ال21 للمهرجان الوطني لفن العيطة على فن الفلامينكو باستضافة فرقة من دولة إسبانيا كضيفة شرف، حيث ستكون فعاليات المهرجان مناسبة للوقوف على المتن الإيقاعية والمقامات الموسيقية الناظمة لهذا الفن الأصيل الذي يعبر عن غنى هوية الثقافة المغربية بتعدد روافدها الحضارية والانسانية.

فعاليات هذه الدورة فرق من مختلف مناطق المغرب تمثل الأنماط الإيقاعية للحصباوي، والحوزي، والزعري، والمرساوي، والملالي والجبلي، إلى جانب سهرات فنية يحييها كل من الفنان حجيب فرحان، والفنان عبد العزير الستاتي والفنان محمد المحفوظي.

كما ستشهد الدورة تنظيم ندوة أكاديمية موسعة بمشاركة أساتذة وباحثين، حول تيمات بحثية تسلط الضوء على جوانب مهمة من هذا الفن الأصيل وسعيا للوقوف على ماهية فن العيطة وتعميق البحث العلمي حول ارهاصاته وامتداداته.

وسيتم  تكريم اسمين بارزين في فن العيطة، وهما فاطمة موجاد و عبد الرحيم الجبيلي، باعتبارهما “هامتين فنيتين ساهمتا طيلة مشوارهما الفني الحافل في التعريف بهذا الفن وضمان استمراريته”.

وجدير بالذكر أن تنظيم المهرجان الوطني لفن العيطة يندرج ضمن خريطة المهرجانات التراثية التي تنظمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل –قطاع الثقافة- بهدف تثمين الموروث الحضاري المغربي وصون الذاكرة الفنية الجماعية تأسيسا للحاضر واستشرافا للمستقبل.