(…) أما الأستاذ أحمد سهوم فيلخص هذه البحور في ثلاثة فقط هي: الميت، مكسور الجناح، السوسي المزلوك .
أقسام القصيدة الملحونية فهي:
الحربة: وهي تقوم مقام اللازم في الأغنية العصرية تستهل بها القصيدة ويعاد إنشادها بعد كل فترة من القصيدة أي جزء .
القسم: وتتكون كل قصيدة من 4 إلي 10 منه وتصل إلى 50 في قصائد الغزوات والقسم يتكون من بيتين فأكثر. ويختلف تكوينه في البحر الذي كتب فيه.
السرابة : قصيدة صغيرة موحدة الموضوع لها وزنها الخاص تبتدئ بها القصيدة الطويلة.
الميازين: هنا ثلاثة ميازين ” الكباحي ” الذي تنشد فيه السرابة وتختم به أحيانا القصيدة. وهناك ” الحضاري” وهو الميزان
الأساسي في الملحون الذي لا يمكن الاستغناء عنه حيث تنشد به القصيدة الطويلة، و”انصراف القدم” أو “دريدكة” عند أهل مراكش غالبا ما يأتي في نهاية القصيدة ليعبر به عن الفرحة التي تغمر المنشد والمتلقي لنهاية القصة أو القصيدة دون مشاكل.
لقد تم سرد كل هذه التفاصيل لتبيان أو توضيح أن الجنس الأدبي والفني الذي نحن بصدده وان ظهر أنه لا يتفق مع أجناس شعرية وفنية شرقية أخرى من حيث الشكل والصيغ الفنية الموسيقية فهو ينتمي إليها بشكل قوي من حيث المعاني والمفاهيم وخاصة الانتماء الديني، حيث نلاحظ بقوة غريبة أن اسم الله واسم نبيه محمد (صلعم) أو أهل بيته رضي الله عنهم من المقدسات التي لا تغفلها أية قصيدة مهما تنوع موضوعها: بمعنى أن الشاعر في الملحون إذا لم يكن بصدد قصيدة دينية أو قصيدة في مدح الرسول أو قصيدة للحكمة والموعظة …فإنه لا يغفل ذكر اسم الله أو نبيه على الأقل في ختام القصيدة التي قد تكون تطرقت إلى موضوع غرامي أو في وصف جمال معشوقته…
فقد عمدنا إلى قراءة معلمة محمد الفاسي قراءة فاحصة الجزء الثالث المعنون ب”روائع الملحون” الذي وثق لعدد من القصائد الملحونية والمتنوعة المواضيع والتي تعتبر من أشهر القصائد لدى أصحاب هذا الفن والتي رصدتها باعتبارها عينة معقولة جدا وعددها 67 وذكرت الكلمات المقدسة في جلها وخاصة في ما يسمى السارحة أي في آخر القصيدة للاعتبار وإعطاء القصيدة حرمة وتقديسا إلا في واحدة وهي قصيدة الكناوي للسي التهامي المدغري التي وصف فيها عاشقا أحب امرأة في أحد أحياء الأعراب الرحل فاتخذ صفة عبد أسود ليصل الى محبوبته وهو يذكر أنه عبد يقوم بأعماله بجد وإخلاص فتبارى عليه سكان الحي وتوصل في الأخير لأن تقتنيه حبيبته وحربتها: يا لايم حالي محايني عنك ما يخفاواغ * خدي في حالة وخد من نهواها راوي * وجنتها ناري وخالها قلبي من يهوى.