تعيش مدينة الرباط هذه الأيام على وقع أجواء احتفالية تعبّر عن حجم الاستعدادات الجارية لاستقبال بطولة كأس إفريقيا، حيث اكتست شوارع العاصمة حلة قارية مميزة، ترفرف فيها أعلام الدول المشاركة في مشهد يبعث على الفخر ويجسّد روح الانفتاح والترحيب التي يتميّز بها المغرب.
فمن يتجوّل في المدينة يلمس بوضوح أن الرباط لا تستعد لحدث عادي، بل لعرس رياضي كبير، إذ تحولت زواياها إلى فضاءات حية تعكس حرارة الحماس الوطني وعمق الانتماء الإفريقي.
المدينة اليوم في أبهى صورها، بعدما ازدانت مَرافقها وممراتها بالألوان الإفريقية، فيما تمنح التفاصيل الصغيرة إحساساً عاماً بأن لحظة الانطلاق باتت قريبة.
وقد شملت هذه التحضيرات مختلف الفضاءات العامة؛ فـ سيارات الأجرة الصغيرة تزيّنت بألوان العلم الوطني وبشعار كأس إفريقيا، في مبادرة تعبّر عن التزام السكان وروحهم الوطنية العالية.
كما اكتسى الترامواي حلّة خاصة، تحمل لمسات فنية ومعاني رمزية توحي بأن العاصمة تستعد لاحتضان ضيوفها في أفضل الظروف.
وفي الوقت نفسه، بدأت عمليات تركيب الشاشات العملاقة في الساحات الكبرى، استعداداً لتمكين الجماهير من متابعة مباريات المنتخب الوطني وتشجيعه في أجواء حماسية تُوحّد المشاعر وتمنح البطولة طابعاً شعبياً واسعاً.
ومن خلال هذه التفاصيل كلها، تبرز رسالة واضحة: المغرب جاهز لهذا الحدث القاري بكل مكوناته، جاهز بتنظيمه، وببنيته التحتية، وبحفاوته المعهودة، والأهم من ذلك، بروح جماهيره التي تستعد لكتابة فصل جديد في تاريخ كرة القدم المغربية.
إن الرباط اليوم لا تبدو مجرد مدينة تستعد لاستقبال بطولة رياضية، بل عاصمة تنبض بالحياة، وتعكس صورة بلد اختار أن يجعل من هذا الحدث مناسبة لتأكيد مكانته وإبراز قدراته التنظيمية والحضارية.
وهكذا، يعلن المغرب، مرة أخرى، أنه حين يستعد لاستقبال إفريقيا… فإنه يفعل ذلك بكل فخر وجمال.
