في لحظة تجمع بين الذاكرة الوطنية والفكر المعاصر، احتضنت مقاطعة مغوغة حدثًا ثقافيًا وعلميًا بارزًا تحت شعار “المسيرة والاستقلال: ملحمة ملك وشعب من أجل حرية وطن”، هذا الحدث لم يكن مجرد لقاء أكاديمي، بل كان منصة حية لتجديد الوعي بالمسار الوطني المغربي، وتعزيز القيم الوطنية لدى الأجيال الجديدة، مع الاحتفاء بالجهود التي بذلها أبناء الوطن في سبيل الحرية والاستقلال وبناء الدولة الحديثة.
افتتحت الندوة بآيات بينات من الذكر الحكيم، تلتها الكلمة الترحيبية لرئيس مجلس مقاطعة مغوغة، مما أضفى على الحدث جوًا من التأمل والاحترام للهوية الوطنية.
تخلل البرنامج سلسلة من المداخلات القيمة التي أضاءت على مختلف جوانب المسيرة الوطنية، حيث ألقى الدكتور عبد السلام بوغابة، أستاذ التعليم العالي وعميد بالنيابة لكلية الآداب والعلوم الإنسانية، مداخلة حول التنمية الترابية المندمجة بالأقاليم الصحراوية.
ثم قدم الأستاذ حسن بن يوسف، النائب الجهوي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مداخلة بعنوان “من مسار التحرر إلى تعزيز الوعي الوطني، سلط الضوء على جهود المندوبية في الحفاظ على القيم الوطنية ونقلها للأجيال الجديدة.
أما الدكتور بدر الدين الرواص، أستاذ باحث في جغرافية الموانئ والعلاقات المغربية الإفريقية، فاستعرض في مداخلته “العلاقات الجيواستراتيجية والرهانات المستقبلية للحكم الذاتي في الأقاليم الصحراوية في إفريقيا”، مؤكدا على أهمية الوعي الجغرافي والسياسي في تعزيز موقع المغرب الإقليمي والدولي.
في نفس الصدد، تناولت الأستاذة حميدة الجازي، باحثة في الإعلام والتواصل والذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير، موضوع دور الخطاب الإعلامي الرسمي والرقمي في مواجهة الدعاية المعادية والدفاع عن القضية الوطنية، مسلطة الضوء على أهمية الإعلام كأداة للحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيز قيم الانتماء للوطن.
تبع المداخلات نقاش موسع مع الحضور، مما أتاح تبادل الأفكار والرؤى، قبل أن يختتم الحدث بتقديم شواهد الشكر والتقدير للمشاركين ،كما تم افتتاح معرض للذاكرة الوطنية تحت إشراف مؤسسة لحظات طنجة، ما أضاف بعدا ثقافيا وتاريخيا يعكس عمق التراث الوطني.
