
تشهد ضفّتا وادي أبي رقراق من جهة مدينة سلا في السنوات الأخيرة توافدًا كبيرًا من الزوار، بعدما تحوّلت المنطقة إلى فضاء حضري حديث يجمع بين روعة الطبيعة وأناقة العمران.
فقد أضحت هذه الواجهة المائية الساحرة متنفسًا راقيًا لأهالي المدينة وزوارها، ومكانًا تنصهر فيه الحداثة بروح التاريخ.
على امتداد الضفة، تتناثر الممرات المجهزة بعناية، تحفّها أشجار مزهرة ومسطحات خضراء تنعكس عليها زرقة الماء وصفاء السماء.
وفي المساء، حين تبدأ الأضواء في التلألؤ على صفحة الوادي، يتحول المكان إلى لوحة فنية تنبض بالحياة؛ أسر تتنزه، وشباب يمارسون الرياضة، وفنانون يرسمون المشهد كما لو كانوا يوثقون لحظة سحرية لا تُنسى.
التهيئة الحديثة لم تُغَيّب الموروث الثقافي لسلا، بل حافظت على هويتها العريقة، حيث تبدو القصبة والأسوار والأبواب التاريخية شامخة على مقربة من الوادي، تُذكّر الزائر بأن هذه المدينة ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ المغربي.
ومن الجانب الآخر، تلوح الرباط في تناغم حضاري بديع، فيتجسد أمام الناظر حوار أزلي بين ضفتين جمعهما الجمال وفرقتهما الجغرافيا.
لم يعد وادي أبي رقراق مجرد ممر مائي يفصل بين مدينتين، بل أصبح رمزًا للتواصل والتجديد، ومكانًا يعكس وجه المغرب المعاصر الذي يعتز بتاريخه وهو يتطلع بثقة إلى المستقبل.
هكذا تظل سلا، ببهائها وهدوئها، ضفّة للحياة وموئلًا للجمال، حيث يجد الزائر بين أحضانها سحر الماء ودفء الذاكرة.






