
في أجواء الحماس الوطني الصادق والتعبئة الشاملة، يحيي الشعب المغربي، غداً الخميس، الذكرى الـ46 لاسترجاع إقليم وادي الذهب، وهو حدث وطني بارز جسّد ملحمة بطولية في مسار استكمال الاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية.
يمثل هذا اليوم محطة تاريخية كبرى في مسيرة الوحدة التي قادها بعبقرية وبعد نظر بطل المسيرة الخضراء، جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، حين خاطب أبناء القبائل الصحراوية قائلاً: “إننا قد تلقينا منكم اليوم البيعة، وسوف نرعاها ونحتضنها كأثمن وأغلى وديعة. فمنذ اليوم، بيعتنا في أعناقكم ومنذ اليوم من واجباتنا الذود عن سلامتكم والحفاظ على أمنكم والسعي دوما إلى إسعادكم، وإننا لنشكر الله سبحانه وتعالى أغلى شكر وأغزر حمد على أن أتم نعمته علينا فألحق الجنوب بالشمال ووصل الرحم وربط الأواصر”.
وقد زاد اللقاء التاريخي بهاءً حين سلّم جلالته السلاح لوفود القبائل، في إشارة رمزية إلى استمرار الكفاح للدفاع عن الوحدة الترابية وتعزيز الأمن والاستقرار في الأقاليم المسترجعة.
وبعد أشهر قليلة، عاد جلالته لزيارة الإقليم خلال احتفالات عيد العرش، مجدداً روابط الولاء والوفاء بين العرش العلوي وأبناء هذه الربوع، ومؤكداً فشل جميع مناورات خصوم الوحدة الوطنية.
منذ ذلك الحين، واصل المغرب مسيرة البناء والنماء، واضعاً أقاليمه الجنوبية في قلب المجهود الوطني للتنمية الشاملة والمستدامة، ومبرزاً للعالم عدالة قضيته وإجماع شعبه على الدفاع عنها.
وحمل جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مشعل الدفاع عن الوحدة الترابية، مانحاً عناية خاصة لهذه الأقاليم، وداعماً مشاريعها التنموية لمواجهة كافة المؤامرات واستثمار مؤهلاتها لجعلها قطباً إقليمياً مؤثراً في محيط الساحل والصحراء.
فمنذ استرجاع وادي الذهب وباقي الأقاليم الجنوبية، انطلقت أوراش كبرى ومشاريع استثمارية في مختلف المجالات، شملت البنية التحتية والاقتصاد والتعليم والصحة والثقافة، بما يضمن اقتصاداً جهوياً قوياً ويخلق فرص الشغل.
وقد أفضت هذه الجهود إلى تحولات عميقة في جهة الداخلة وادي الذهب وباقي الجهات الصحراوية، التي لم تعرف أي تنمية تذكر إبان فترة الاحتلال، لتصبح اليوم نموذجاً للتنمية المندمجة في الاقتصاد الوطني.


