
في روبورتاج لـ “الكوليماتور”، عبّر عدد من المواطنين المغاربة عن قلقهم واستيائهم من تفشي ظاهرة “الكريساج”، أي الاعتداءات المسلحة والسرقات بالعنف – في الشارع العام، معتبرين إياها انتهاكًا صارخًا لأمن المارة، نساءً ورجالًا، أطفالًا وشيوخًا، وحتى الأساتذة داخل المؤسسات التعليمية.
وقد استُحضرالمواطنين في هذا السياق واقعة الاعتداء الشنيع على الأستاذة هاجر رحمها الله ، من طرف تلميذها البالغ من العمر 21 سنة، والذي انتهى به الأمر خلف القضبان نتيجة طيشه وانفلاته.
هذه الحادثة ليست معزولة، بل تشكل جزءًا من مشهد متكرر يطرح تساؤلات ملحة حول دور مؤسسات التنشئة والتربية في الحد من مثل هذه السلوكيات المنحرفة.
وفي تصريح قوي، وجّه المواطن المهدي العلمي الإدريسي رسالة إلى الإعلام المغربي، داعيًا إياه إلى تغيير بوصلة اهتماماته نحو قضايا التربية والتأطير، من خلال بث وصلات تحسيسية وتوعوية، بدل التركيز على محتويات سطحية لا تسهم في بناء الوعي المجتمعي.
كما دعا وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى الانخراط الجاد في هذا الورش التربوي، بالنظر لدورها المحوري في التوجيه القيمي والأخلاقي.
وأشار الإدريسي إلى أن وجود إعلام مسؤول، ووزارة تنبه وتُؤطر، من شأنه أن يفضي إلى نشوء أسرة سليمة داخل البيت، ووعي خارجه، مشيدًا بالقرارات الأخيرة المتعلقة بالعقوبات البديلة، واصفًا إياها بأنها قد تشكل رادعًا حقيقيًا ووسيلة لإصلاح هذا النوع من المنحرفين، مؤكدًا أن الظاهرة لا تقتصر على فئة الشباب فقط، بل تشمل حتى بعض الكبار الذين يمارسون الاعتداء الجسدي وسلب الممتلكات.
كما أكد الإدريسي على أن المؤسسات التعليمية تؤدي دورها في التكوين، لكن يبقى الدور التربوي مسؤولية الأسرة، مشددًا على ضرورة تضافر الجهود بين البيت والمدرسة لضمان تربية سليمة .
أما الشاب إبراهيم، فقد رجّح أن تكون سنة 2025 شاهدة على تصاعد هذه الظاهرة، مرجعًا السبب إلى تراجع أداء المؤسسات الاجتماعية، وعلى رأسها المدرسة، الأسرة، الإعلام، والسياسيين.
وأضاف بأن الأزمات الاقتصادية والغلاء أدت إلى اضطرابات أسرية ساهمت في انحراف الشباب وتخليهم عن مساراتهم الدراسية.
ويرى إبراهيم أن هذه الانحرافات ليست فقط تهديدًا لأمن الأفراد، بل تشكل أيضًا خطرًا على صورة البلاد.
وعبّر عن أمله في أن تستعيد المؤسسات التربوية دورها الحقيقي في التوعية والتأطير، داعيًا الأسر والإعلام إلى الانخراط الجاد في مواجهة هذا الواقع المقلق.
وفي رسالة مباشرة للشباب، قال: “راه ما كاينش اللي غادي يهزك من الحفرة، نوض شقا وقرا على راسك، خدم وحط مخطط لحياتك، ربي غادي يسهل عليك ، بقيتي كالس فالدرب ومقابل تيك توك وفيسبوك ويوتيوب، غادي تغمض عينيك وتحلهم تلقى الوقت داز، وصلتي 40 عام .”
وختم حديثه منتقدًا ضعف أداء الإعلام العمومي، مقارنةً بالإعلام الإلكتروني الذي رغم محدودية موارده يبذل جهدًا كبيرًا لإيصال المعلومة الحقيقية للمواطن.






