بقلم: زكية لعروسي

“اللي دار الذنب يستاهل العقوبة”، هكذا يقول المثل الشعبي، وهو ما ينطبق تماما على محمد عمرا، بارون المخدرات الذي دوّخ السلطات الفرنسية بتاريخه الأسود من الجرائم، قبل أن يقع أخيرا في قبضة العدالة. بعد تسعة أشهر من الهروب، انتهت مغامرته بحصيلة دموية وتهم ثقيلة جعلت مصيره معلقا بين جدران السجون وأروقة المحاكم.
إنه سيناريو هروب كبير بخطة جريئة ونهاية متوقعة، كما يقول المثل “دارت بيه الدنيا وجابتو ليدين العدالة”، فقد ظن محمد عمرا أنه فوق القانون، بعدما فرّ من قبضة الأمن بطريقة هوليودية في مايو 2024، لكن الزمن لم يكن في صالحه. أُلقي القبض عليه في رومانيا، منهيا رحلة فرار كلفت أرواحا وخلفت مشاهد من العنف الدموي.
عند وصوله إلى باريس، كانت السلطات الفرنسية قد أعدّت كل الاحتياطات الممكنة، حيث تم نقله بطائرة خاصة تحت حراسة مشددة من فرقة النخبة GIGN، قبل أن يُقتاد إلى المحكمة وسط موكب أمني ضخم. “ما يطير طير ويعلى، حتى يجيه وقت ويطيح”، وهكذا كانت النهاية المحتومة لنشاط إجرامي امتد لسنوات.
يواجه عمرا قائمة طويلة من التهم، من القتل إلى الهروب المسلح والسرقة المنظمة. أمام القاضي، اختار الصمت، وكأن به يطبق المثل الشعبي “الصمت حكمة”، غير أن صمته لن يعفيه من مواجهة مصيره. فالسلطات الفرنسية تسعى إلى وضعه في زنزانة ذات إجراءات أمنية مشددة، وفق ما طالب به وزير الداخلية الفرنسي.
إنها حلقة جديدة من مسلسل الجريمة والعقاب، حيث تتجلى الحكمة الشعبية “العدالة يدها طويلة”، إذ أن الهروب مهما طال، لا يعني الإفلات من الحساب. الأيام المقبلة ستكشف تفاصيل محاكمته، لكن المؤكد أن سقوطه رسالة واضحة لكل من تسوّل له نفسه تحدي القانون: “اللي يحسب وحدو، يشيط لو”، وها هو اليوم يدفع ثمن أفعاله.