أخبارفي الصميم

الزوجة ـ الشَّرِكَةُ

بقلم: عبد الدين حمروش

تستعمل ألفاظ دالة على علاقات القرابة، من قبيل: النجل (للولد الابن)، والكريمة (للولد البنت). وإضافة إليهما، تستعمل ألفاظ أخرى للدلالة على هذه العلاقات، في ما يخص صلة الزوجة بالزوج، من قبيل: العقيلة، القرينة، الحرم، الشريكة. والملاحظ أن الألفاظ الثلاثة الأولى (ومعها الكريمة والنجل بالنسبة إلى الولد والبنت)، غالبا ما تستعمل في سياق المواقف الرسمية (نقول حرم الرجل، وعقيلته، وكريمته، ونجله)، وبدلالاتها المحيلة إلى الكرم، والسيادة، والمنعة.

في المغرب، يكون من النادر استعمال العقيلة، أو القرينة، أو الشريكة، أو الكريمة. بالنسبة إلى الحرم (الزوجة)، والسيدة، فاللفظان مستعملان إلى حد ما. مادمنا قد أشرنا إلى الاستعمال في المواقف الرسمية، فإن تفسير عدم استعمال تلك الألفاظ قد يعود إلى سيادة النظام الملكي، ومن ثم شيوع تداول التسميات التالية: الأمير، الأميرة، ولي العهد (حضور زوجات الوزراء والمستشارين نادر في المواقف البرتوكولية). في ما يتعلق بالأميرة، فإنها تختزل الدلالة على زوجة الملك، وبناته، وبنات عمه، إلخ. وبالمقارنة معها، نجد في الأنظمة الجمهورية استعمال لفظ السيدة الأولى (أي زوجة الرئيس).

وإذ تستعمل “المدام” في بعض الأوساط (من الطبقة المتوسطة)، و”المرا” في الأوساط الأخرى (من الطبقة الشعبية)، لا نكاد نلاحظ استعمالا للفظ “الشريكة” إلا في السياقات القانونية والإدارية. في ما يخص وجهة نظري، تبدو “الشريكة” الأكثر حيادية، من حيث احتمالية خلوها من “المودة والرحمة” في ما بين الزوجين. الحمولة المادية واضحة في استعمال الشريك- الشريكة. والعلاقة الزوجية، كما يراد لها أن تفهم، هنا، شركة بين طرفين، محكومة بعقد مادي. وهي ليست من نوع العلاقة، مثلا، بين الأب وابنه. بتعبير آخر، العقد بين الزوج والزوجة يمكن أن ينفرط. وبانفراطه المادي، يمكن أن يستقل الطرفان (المتزوجان) عن بعضهما البعض، ويتزوج كل واحد منهما بشريك آخر. أما بين الأب والولد (ابنا أم ابنة)، فإن العقد لا ينفرط بتاتا، لأنه دموي..حتى باحتمال وجود مشاكل بين الآباء والأبناء.

مركب الشريك- الشريكة، هو الذي يمكن أن يصف طبيعة العلاقة بين الزوجين، في أكثر السياقات، بالزمن الحالي. العلاقة، هنا، مادية، تحكمها مصالح بالدرجة الأولى. وبالعودة إلى السجال الجاري حول مدونة الأسرة، فلعمري، هذا ما أرادت أن ترسخه التعديلات المقترحة، بالتشديد على الجوانب المادية. ولذلك، من المفهوم أن يصر الشريك والشريكة على توضيح حقوقهما ومصالحهما المادية، قبل وقوع الزواج. المجتمع يتغير، والعلاقات تتغير، والمفاهيم تتغير. وعلى كل طرف، شريكا كان أم شريكة، “يحضي… أقصد: جطو”.

زر الذهاب إلى الأعلى
Soyez le premier à lire nos articles en activant les notifications ! Activer Non Merci