تامر حسني «يشعل» الحرب بين طليقته المغربية بسمة بوسيل و المذيعة المصرية هالة سرحان

 

 

 

بقلم: زكية لعروسي

في زمن أصبحت فيه الكلمة سلاحا ذا حدّين، هناك من يستخدمها لنصرة الحق، وهناك من يسخّرها للتشويه والطعن في الظهر. وللأسف، هذا ما فعلته الإعلامية هالة سرحان في تصريحاتها المستفزة تجاه الفنانة المغربية بسمة بوسيل. فبدل أن تكون منبرا لتمكين المرأة ومساندتها، تحولت إلى سيف مسموم يُغمد في قلب كل امرأة تتجرأ على النجاح أو التعبير عن وجعها. فلنسأل السؤال الجوهري: ما الذي دفع هالة سرحان إلى هذا الهجوم اللاذع؟

هل هو حقا دفاع عن تامر حسني، أم أنها مجرد محاولة يائسة للعودة إلى الأضواء بعدما خفتت؟! “الطبل يغطي على الزير”، لكن الحقيقة واضحة: هالة سرحان لم تكن تدافع، بل كانت تحاول أن تخلق ضجة إعلامية على حساب كرامة امرأة اختارت أن تتحدث عن جرحها وألمها.

الإشكال واضح ومؤلم: هالة سرحان، التي يُفترض أن تكون صوتا منصفا للمرأة، اختارت بدل ذلك مهاجمة بسمة بوسيل بأسلوب فج، متناسية أن بسمة ليست مجرد شخصية عامة، بل امرأة عانت وانكسرت ثم نهضت من جديد. يا للعجب، كيف تتحول المرأة إلى أشرس ناقد لامرأة أخرى لمجرد أنها اختارت أن تتحدث عن معاناتها!

هالة سرحان قالت: “عيب عليكِ، أنتِ تزوجتِ تامر حسني بحثًا عن الشهرة”، وكأنها تنكر على بسمة حقها في التعبير عن ألمها. يا سيدتي، متى أصبح البوح بالمشاعر خطيئة؟ ألم يكن الأجدر بكِ، وأنتِ إعلامية مخضرمة، أن تنصتي لصوت امرأة قررت أخيرا أن تخرج من ظلمات الصمت إلى نور الحقيقة؟ وكأن بسمة بوسيل لم تكن معروفة قبل زواجها!

يا سيدتي، الشهرة لا تُصنع بالزواج، ولا تُمنح كهدية، بل تأتي نتيجة الموهبة والاجتهاد. فابنة وطننا بسمة بوسيل لا ينطبق عليها المثل”يعطي ربي الفول اللي ماعندو اسنان”، فبسمة صوت شجي وموهبة فذّة، لا تحتاج إلى تامر لتثبت وجودها. لكن السؤال الأخطر: من أنتِ لتحاسبيها على حديثها عن طليقها و”ما بينك وبينه إلا رائحة الشحمة في الشاقور”؟

إذا بكت امرأة ألما، هل يعني ذلك أنها تشوّه صورة الرجل؟ وإذا اختارت الصمت، هل يُفسر ذلك كخضوع؟

المغاربة يقولون: “السكوت علامة الرضا”، لكن ليس في عالم الظلم الذي يفرض على المرأة أن تتحمل وحدها كل اللوم وتُدفن مشاعرها كي لا تُمسّ صورة الرجل.

سيدتي هالة سرحان لقد نسيت او تناسيت أن المغربيات جبلن على الكرامة والشموخ، لا يحتجن إلى شهادات من أحد “ما يحكّ جلدك إلا ظفرك”، والمغربيات هن أمهات وزوجات وعاملات قويات، لم يُولد نجاحهن من فراغ، بل هو نتاج كفاح طويل وشاق. بسمة بوسيل لم تكن يوما عالة على نجاح زوجها، بل بنت اسمها بعرقها وصوتها، وحتى عندما انهارت، عادت أقوى من قبل.

لكن المؤلم حقا هو أن تأتي هذه الطعنة من امرأة يفترض أنها “ابنة المهنة والقلم”، وتعلم جيدا كيف تؤلم الكلمة. بدلا من أن تمتد يدكِ لتمسحي دموعها، اخترتِ أن تغرسي سهمك في أوجاعها.

يا هالة سرحان، ألم تسمعي المثل المغربي: “ما يدخل بين اللحم والظفر إلا الوسخ”؟

لا حاجة لنا بمن يحاولون الاصطياد في الماء العكر وتسميم العلاقة بين المغاربة والمصريين. نحن إخوة منذ الأزل، لا تهزنا تصريحات جوفاء ولا كلمات مغرضة. فلا تحاولي انت وامثالك إفساد العلاقة التاريخية والأخوية بين المغاربة والمصريين. فلا حاجة لنا بمن يحاول تأجيج الصراعات باسم الدفاع عن طرف على حساب آخر. المغاربة والمصريون إخوة، يجمعهم التاريخ والاحترام المتبادل، ولن تؤثر فيهم تصريحات كهذه.

أما عن الموجة التي تحاولين ركوبها، فقد مات فيها الحوت منذ زمن طويل، ولم يبقَ منها سوى زبد لا قيمة له. فكما نقول في المغرب: “الصمت حكمة، لكنه يصبح قنبلة عندما ينفجر”، ثم من أنتِ يا هالة لتقيّمي نوايا بسمة بوسيل؟ هل أصبحتِ فجأة قاضي القلوب والنوايا؟!

بسمة لم تعد تصمت، ولم يعد الصبر يسعها. قالت كلمتها ومضت بشموخ، بينما ستظل كلماتكِ مجرد “صوت في وادٍ… لا يلتفت له أحد”. فإن كنتِ تظنين أن طعن امرأة ناجحة سيعيدكِ إلى مجدك القديم، فاعلمي أن المرأة الحرة لا تهزمها الشائعات، ولا يقف في وجهها الصغار. المغربيات شئت ام أبيت، يا صاحبة الحبر الذي لا لون ولا قيمة له، نساء شامخات كالنخل، لا يحتجن لأحد ليصنع لهن المجد، فالمجد يُولد معهن ويكبر بفضل جهدهن وذكائهن. بسمة لم تصنعها شهرة تامر حسني، بل صنعتها موهبتها وصوتها وطموحها الذي لا ينكسر. فمن لا يملك مقومات النجاح سيظل عاجزًا مهما حاول. وهكذا، مهما حاولتِ تقزيم نجاح بسمة، ستبقى شامخة ككل مغربية حرة، لأنها ابنة وطن صنع نساءً هن أمهات وزوجات وعاملات ومفكرات.