
بقلم: زكية لعروسي

لطالما جمعت اليمن والمغرب روابط تاريخية وثقافية متينة، تعكسها مواقف البلدين المتبادلة في القضايا المصيرية. ومرة أخرى، جددت الجمهورية اليمنية دعمها الثابت لمغربية الصحراء، مؤكدة موقفها التاريخي الداعم لوحدة المملكة المغربية وسلامة أراضيها.
خلال انعقاد الدورة السادسة للجنة المشتركة المغربية-اليمنية في الرباط، أكد وزير الخارجية اليمني شائع محسن الزنداني على التزام بلاده بموقفها الواضح والمبدئي تجاه قضية الصحراء المغربية. كما أشاد بالجهود التي تبذلها المملكة المغربية لإيجاد حل سياسي واقعي ومستدام لهذا النزاع، وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي.
كما رحب الوزير اليمني بالتأييد الدولي المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب، باعتبارها الحل الأكثر جدية ومصداقية لإنهاء هذا النزاع المفتعل، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تحظى بدعم واسع على المستوى الدولي.
لم يأتِ هذا الموقف اليمني من فراغ، بل يعكس عمق العلاقات التاريخية والجغرافية والثقافية التي تربط البلدين. اليمن والمغرب يتشاركان إرثا عربيا إسلاميا مشتركًا، حيث لعبت التفاعلات الثقافية والتجارية دورا مهما في تعزيز الروابط بين الشعبين على مر العصور.
كما أن الدبلوماسية المغربية، بقيادة وزير الخارجية ناصر بوريطة، تواصل العمل بفاعلية لتعزيز هذه العلاقات، من خلال التنسيق المستمر مع الدول الشقيقة والصديقة، ومن ضمنها اليمن، لتوحيد الرؤى حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
برزت شخصيات يمنية مرموقة في تعزيز هذه العلاقات، مثل السفير اليمني لدى المغرب رياض العكبري، الذي يسهم بشكل كبير في توطيد التعاون بين البلدين، وإيصال صوت اليمن الداعم للقضايا العربية العادلة، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية.
كما يمثل الدكتور محمد جميح، سفير الثقافة باليونسكو، أحد الوجوه اليمنية البارزة في الساحة الثقافية والإعلامية، حيث لطالما عبّر عن اعتزازه بالهوية العربية، وأشاد بالعلاقات المغربية-اليمنية، مسلطا الضوء على القيم المشتركة من كرم وأصالة وتاريخ مشترك.
موقف اليمن الداعم لمغربية الصحراء ليس مجرد موقف دبلوماسي عابر، بل هو امتداد لعلاقات تاريخية وطيدة تتعزز يوما بعد يوم، بفضل التفاهم المشترك والتعاون المثمر بين البلدين. ومع استمرار الجهود الدبلوماسية، يبقى المغرب واليمن نموذجا للأخوة العربية القائمة على الاحترام والدعم المتبادل، مما يعزز وحدة الصف العربي ويقوي جسور التعاون في مختلف المجالات.


