الحزم المغربي: «الرجل القوي» في حركة فتح الفلسطينية جبريل الرجوب يصحح «زلة لسانه» و يؤكد مغربية الصحراء من طنجة إلى الكويرة

بقلم: زكية لعروسي

“لا يصح إلا الصحيح والحق باين والباطل باين”، بهذه الحكمة الشعبية العريقة يمكننا تلخيص الموقف المغربي الذي يرتكز على الحزم والثبات في مواجهة التحديات التي تستهدف وحدته الترابية. الأحداث الأخيرة التي شملت تصريحات جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، تلقي الضوء على قوة المغرب في الدفاع عن مصالحه، وتحديداً في قضية الصحراء المغربية، التي لطالما كانت محور سياسة واضحة وحازمة.

بعد التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها جبريل الرجوب في الجزائر عام 2023، والتي أشار فيها إلى خيار الاستفتاء لتحديد وضع الصحراء المغربية، أثارت هذه التصريحات استياءً واسعاً في الأوساط المغربية. إلا أن الرجوب، وخلال لقائه مع السفير المغربي في رام الله بتاريخ 9 يناير 2025، أشاد بالدور البارز الذي يلعبه المغرب بقيادة الملك محمد السادس في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وأكد دعمه الواضح للوحدة الترابية للمملكة المغربية “من طنجة إلى الكويرة“.

هذا التصحيح العلني للموقف، الذي جاء في سياق تصريحات رسمية نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، يشكل صفعة لمحاولات التشويش التي كانت تسعى لإضعاف موقف المغرب، وخصوصاً تلك التي جاءت من الأوساط الجزائرية.

من الواضح أن المغرب، الذي نجح في كسب ثقة العالم بتنظيم مشترك لكأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال، يعكس صورة دولة تجمع بين الكفاءة والوضوح. تصريحات الرجوب، التي تثني على البنية التحتية والإمكانات المغربية، تؤكد أن “الحق باين”، وأن قوة المغرب لا تكمن فقط في قدراته اللوجستية، بل أيضا في مواقفه الثابتة التي تتجاوز الشعارات الجوفاء.

في رسالة غير قابلة للتأويل، أعلن الرجوب دعمه الصريح للمغرب في قضية الصحراء، مؤكداً أن هذه القضية لا يمكن مقارنتها بقضية الشعب الفلسطيني، التي تعتبر قضية عادلة وواضحة. هذه التصريحات تُعدّ إبطالاً لأي محاولات جزائرية للترويج لعلاقات وهمية بين القضيتين، وهو ما ينسجم مع قولنا “الباطل باين”، حيث لا يمكن للأكاذيب أن تصمد أمام الحقائق الدامغة.

المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، يواصل تعزيز مكانته كدولة تعتمد الحزم في سياستها الخارجية، مع التمسك بمبادئ العدالة والسلام. كما أن دوره في دعم القضية الفلسطينية يعكس التزاما ثابتا تجاه القضايا العادلة، مما يجعله شريكاً موثوقا على الساحة الدولية.

بينما تواصل بعض الجهات حملات التشويش والمناورات العقيمة، يبقى المغرب نموذجاً للدولة التي تبني مواقفها على الثبات والمبادئ. وكما يقول المثل: “لا يصح إلا الصحيح”، فإن الزمن كفيل بإثبات أن المغرب، بقيادته الحكيمة وشعبه الموحد، قادر على تجاوز التحديات، والاستمرار في الدفاع عن قضاياه العادلة بكل حزم وثقة.