باريس: زكية لعروسي
في اليوم الثاني من القمة الدولية للفكر العربي المنعقدة في معهد العالم العربي بباريس، استحوذت المناقشات على اهتمام الحضور، حيث تمحورت حول قضايا جوهرية تتعلق بالتحليل الثقافي والسياسي والاقتصادي للواقع العربي. وفي صلب هذه الفعالية، برزت مداخلة الأستاذ المغربي حسن رشيق، أحد أعلام الأنثروبولوجيا، الذي أثرى النقاشات بعمق علمي وشمولية فكرية.
كانت محاضرة الأستاذ رشيق بمثابة نافذة مشرعة على أفق علم الأنثروبولوجيا، حيث ألقى الضوء على الأهمية البالغة لهذا الحقل في فهم المجتمعات وتحليل تعقيدات الهوية الثقافية. وأثناء حديثي معه، طرحت تساؤلاً حول مدى استفادة الجالية المغربية من دراساته الأنثروبولوجية لفهم التحولات العميقة التي تشهدها في واقعها بالمهجر. إلا أنني لم أتلقَّ إجابة شافية، إذ بدا أن هذه الجالية مغيبة عن دائرة الاهتمام في هذا المجال من البحث.
أما حضور جاك لونِغ، مدير معهد العالم العربي، فقد أكد مكانة هذا الحدث البارزة، الذي نجح في استقطاب كوكبة من الباحثين والمفكرين العرب والدوليين، ليشكل بذلك منصة مثالية لتلاقح الأفكار وإطلاق حوارات معمقة حول القضايا الراهنة.
ومع ذلك، تظل تساؤلات ملحة عالقة في الأذهان: لماذا يتم استبعاد الباحثين والعلماء المغاربة في المهجر من المشاركة في مثل هذه الملتقيات الثقافية؟ وما هي المعايير التي يتم بموجبها اختيار المتدخلين؟ أليس من الضروري أن تكون هذه المنابر شاملة ومتنوعة، تعكس كافة ألوان الطيف الفكري العربي على ارض الوطن ام في المهجر؟