نشرت صحيفة “أمريكان ريبورتر” مؤخرًا دراسة تسلط الضوء على الأهمية المتزايدة لتعميق العلاقات بين المغرب وإسبانيا، معتبرةً أن هذه العلاقات تحمل إمكانات كبيرة لدعم المصالح الأمريكية في الإقليم.
وأكدت الدراسة أن الشراكة بين الدولتين لا تقتصر على الجوانب الإقليمية فحسب، بل تمثل أيضًا دعامة أساسية للعلاقات الدولية التي يمكن أن تعزز المصالح الاقتصادية الأمريكية وتدعم الاستقرار الجيوسياسي في شمال أفريقيا وما وراءه.
التقرير أشار كذلك إلى أن الانفتاح المتجدد بين المغرب وإسبانيا يفتح آفاقًا واعدة أمام الشركات الأمريكية، مدفوعًا بعاملين رئيسيين. الأول هو أن تحسين الاستقرار الإقليمي قد يخلق بيئة استثمارية أكثر أمانًا ويفتح أسواقًا جديدة أمام الصادرات الأمريكية. الثاني يتعلق بالتعاون الثلاثي بشأن كأس العالم 2030، الذي يقدم فرصة مميزة للشركات الأمريكية في قطاعات مثل الخدمات، التكنولوجيا، والبنية التحتية للمشاركة في هذا الحدث العالمي وتوسيع تواجدها الدولي.
كما أكد التقرير على الدعم الأمريكي والإسباني للسيادة الإقليمية للمغرب، معتبرًا أن هذا الموقف يرسل رسالة قوية بشأن الوحدة والمصالح الاستراتيجية المشتركة، ما يعد عاملاً حاسمًا للاستقرار الإقليمي، خاصة في ما يتعلق بقضايا الهجرة، ويعزز الرخاء الاقتصادي بإنشاء حصن ضد عدم الاستقرار وتوفير بيئة تجارية دولية أكثر تنبؤًا وتطورًا.
أضاء التقرير كذلك على المبادرة الملكية الرامية إلى تحسين وصول دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، موضحًا أنها تفتح آفاقًا جديدة للتجارة والاستثمار أمام الشركات الأمريكية، خاصةً في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا والبنية التحتية.
من جهة أخرى، يُتوقع أن تستفيد الشركات الإسبانية بشكل كبير من خلال توسيع نطاق أعمالها عبر زيادة الوصول إلى الأسواق والمشاركة في مشاريع مشتركة، بفضل العلاقات التاريخية والجغرافية مع المغرب.
وتُعتبر هذه المبادرة، التي تأتي في أعقاب التفاهم الإسباني مع المغرب حول خطة الحكم الذاتي في الصحراء، ليست فقط خطوة استراتيجية ضد فقدان الغاز الجزائري، بل وكذلك دافعًا لتطوير البنية التحتية على طول الساحل الأفريقي، ومن المتوقع أن تولد فرص عمل جديدة، خاصة للشباب.
ويُشير التقرير إلى أن مبادرة أفريقيا الأطلسية تمثل البداية لبرنامج استثماري طموح يركز على تطوير التقنيات الرقمية والموانئ الحديثة والبنية التحتية الأساسية، متوقعًا أن يكون لها تأثير اقتصادي ضخم يشمل خلق مئات الآلاف من فرص العمل عبر القارة الأفريقية.