جرى، أمس الاثنين، تسليم السفير البابوي السابق بالرباط، فيتو رالو، وساما ملكيا من درجة الحمالة الكبرى، الذي تفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمنحه إياه بمناسبة انتهاء مهامه بالمغرب. وتم توشيح السيد فيتو رالو خلال حفل نظم على شرفه من قبل سفارة المغرب لدى الكرسي الرسولي.
وفي كلمة بالمناسبة، أكدت سفيرة المملكة لدى الكرسي الرسولي، رجاء ناجي مكاوي، أن هذا الوسام الملكي “يعكس التقدير الكبير الذي يكنه المغرب، أرض التسامح والتعايش، للجهود القيمة التي بذلها السفير البابوي السابق بالرباط، وعمله الدؤوب منذ ما يقرب من سبع سنوات لتعزيز أواصر الصداقة التاريخية والاحترام المتبادل المتجذرة والصادقة بين الكرسي الرسولي والمملكة، الملتزمين بقوة بالحوار بين الأديان والتفاهم المتبادل”.
واستعرضت السفيرة في هذا السياق أهم المراحل التي ميزت هذه الروابط العريقة، ولاسيما الزيارات التي قام بها عاهلا البلدين وافتتاح السفارة البابوية للفاتيكان بالرباط سنة 1988.
وأضافت السيدة ناجي مكاوي أن هذا التقارب طويل الأمد اكتسب زخما ملحوظا، مع زيارة البابا فرانسيس في مارس 2019 للرباط، بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين.
وأشارت إلى أن “هذا الحدث، الذي كرس النموذج المغربي للتسامح، تم وضعه تحت شعار تنمية الحوار بين الأديان والتفاهم المتبادل بين المؤمنين من الديانتين وتعزيز قيم السلام والتسامح”. كما أشادت بدينامية العلاقات الثنائية الناتجة عن الإرادة المشتركة والتعاون البناء بين الدولتين، داعية إلى المضي قدما نحو آفاق أرحب.
من جانبه، أعرب السيد رالو عن اعتزازه وسعادته بحصوله على هذا الوسام الملكي، الذي يتوج سنوات عمله الدبلوماسي، مؤكدا أن العلاقات بين المملكة المغربية والكرسي الرسولي ضاربة في التاريخ ومستمرة في التطور، وذلك بفضل التوجيهات السامية لقائدي البلدين.
وأشاد السفير البابوي السابق بجودة الحوار بين الأديان في المغرب والتعاون بين المملكة والكرسي الرسولي، خاصة في القضايا العالمية الكبرى مثل السلام والتنمية وحقوق الإنسان وحماية البيئة والهجرة.
وبخصوص الزيارة التاريخية التي قام بها الحبر الأعظم إلى الرباط، أشار السيد رالو إلى أن المغرب “بلد منفتح وحداثي ومضياف ومحترم لمختلف الديانات السماوية”.
وأردف قائلا “أتاحت لي مهمتي اكتشاف جمال وتنوع هذا البلد الفريد، الذي يتميز بتراثه التاريخي والفني والروحي، وديناميكيته الديمقراطية وكرمه تجاه الفئات الأكثر حرمانا”.
من جانبه، أكد رئيس البروتوكول لدى كاتب دولة الفاتيكان، خافيير دومينغو فرنانديز غونزاليس، أن العلاقات الدبلوماسية العريقة بين المغرب والكرسي الرسولي تواصل تطورها، مذكرا بزيارة البابا يوحنا بولس الثاني سنة 1985، والتي سبقها زيارة جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني للفاتيكان عام 1980″.
وأضاف أن الكنيسة الكاثوليكية المحلية بالمغرب وفاعليها كانوا دائما مهتمين بالثقافة المغربية، معربا عن تمنياته بأن تتيح هذه المناسبة للجميع تعزيز ومواصلة خلق علاقات السلام والأخوة.
بدوره، أشاد سفير الهيئة السيادية لمالطا بالمغرب، جوليان فانسون بروني، بأجواء التسامح والأخوة التي تعيشها المملكة، ملتقى الحضارات، مبرزا دور أمير المؤمنين صاحب الجلالة في الحفاظ على السلام وحماية المؤمنين من مختلف الديانات.
وأكد السيد بروني أن “الشعب المغربي يتميز بقيم الكرم والانفتاح وكرم الضيافة”، معربا عن استعداده لرفع مستوى التعاون مع المملكة إلى أعلى المستويات.
وأقيم الحفل بحضور عدد من المسؤولين من الكرسي الرسولي، والهيئة السيادية لمالطا، ومنظمات إنسانية، بالإضافة إلى ثلة من الشخصيات الدبلوماسية من الفاتيكان وروما.