الكذب على الأحياء يعتبر ضرب من الجنون تنتهي فصوله بإحراج وفضيحة بطلها أو أبطالها في غنى عنها. و رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون بدا له هينا أن يقطع ما يوازي خمس ساعات تقريبا على متن الطائرة ليرسو بدولة روسيا ويشهد العالم على جهله الفاضح بتفاصيل تاريخ بلاده ورجالاتها.
ولم يكن غريبا على عبد المجيد تبون الذي تتفتق نباهته أمام الأجانب ويصبح في ثوان مؤرخا فدا، أن يرتكب أخطاء قاتلة في حق تاريخ الجزائر وهو يتباهى أمام نظيره الروسي فلاديمير بوتين بكون الإمبراطور نيكولا الثاني أهدى الأمير عبد القادر وسام النسر الأبيض، بينما سجلات التاريخ الروسي تحفظ بجلاء كون إمبراطورها تسلم مقاليد حكم روسيا 11 سنة بعد وفاة الأمير الجزائري عبد القادر.
كلمة تبون أمام بوتين أقل ما يقال عنها أنها كارثية بجميع المقاييس😳😳😳
علاش تكلمت بشكل ارتجالي وانت ما تعرفش🤔؟
كيفاش قلت له:
“صون استقلالنا يأتي بمساعدة قوية من روسيا”
“بفضل روسيا تحصلت الجزائر على منصب غير دائم”
“الوضع الدولي مضطرب جدا…نريد التعجيل في دخولنا منظمة… pic.twitter.com/ckIRAld4CE
— وليد كبير Oualid KEBIR 🇩🇿 (@oualido) June 15, 2023
فقد سبق لساكن قصر المرادية أن افترى على التاريخ الجزائري- الأمريكي بأن ادعى أن الرئيس الأمريكي جورج واشنطن منح الأمير عبد القادر “الكوابس” أي مسدسات، في الوقت الذي توفي فيه جورج واشنطن سنة 1799، قبل ولادة الأمير عبد القادر بن محيي الدين الجزائري سنة 1808، وتعرض وقتذاك تبون لموجة عارمة من السخرية على منصات التواصل الاجتماعي حيث وصفوه ﺑ “بينوكيو” في إشارة إلى بطل سلسلة كرتونية معروف بالكذب.
وإثر ذلك، فإن الروس أحسنوا صنيعا بتكريم الأمير عبد القادر لقاء خدماته الجليلة التي قدمها لبلده من خلال مقاومته للاستعمار الفرنسي ومساهمته الوازنة في تأسيس الدولة الجزائرية الحديثة، التي أهانته اليوم على مرأى ومسمع من العالم بتزوير تفاصيل التاريخ الخاص به.
وجدير بالذكر، دشن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أمس الأربعاء، بالعاصمة الروسية موسكو، نصبا تذكاريا وساحة باسم “الأمير عبد القادر”، أحد أبرز مقاومي الاستعمار الفرنسي في بلاده، في إطار زيارة رسمية يجريها حاليا إلى روسيا لمدة 3 أيام.