وذكرت المؤسسة ذاتها، في بلاغ لها، أنه سبق أن تعرض الموقع المذكور لعدد من محاولات الاختراق، التي تزامنت مع إعلان المكتبة الوطنية لإصدارها الجديد “الببليوغرافيا المختارة للصحراء المغربية” ووضع نسخته الرقمية رهن إشارة الباحثين في الموقع.
تؤكد المكتبة الوطنية للمملكة المغربية أن وثائقها المرقمنة بقيت محفوظة وفي منأى عن أي اختراق، بعدما عاينت مصالحها حدوث اختراق للموقع الإلكتروني للمكتبة، مساء يوم الجمعة 30 دجنبر، وذلك خلافا لما تداولته بعض المنابر الإعلامية من وقائع بهذا الخصوص (بلاغ) pic.twitter.com/V1ISMSRMSR
— 2M.ma (@2MInteractive) January 6, 2023
وأوضح البلاغ أن مصلحة الإعلاميات بالمكتبة قامت، فور اكتشاف الاختراق، بإعادة تشغيل المنصة بشكل طبيعي، وعدم إتاحة ولوجها مؤقتا عبر الشبكة العنكبوتية تحسبا لأي طارئ، وجعلها متاحة حصريا داخل المؤسسة، مسجلة أنها انكبت على التشخيص الأولي لمعرفة حيثيات الاختراق، وذلك بتعاون تام مع المصالح المختصة في الأمن الرقمي للمملكة.
وفي ما يخص الرصيد الوثائقي للمؤسسة، أبرز البلاغ أن المكتبة الوطنية للمملكة المغربية “سبق أن اتخذت إجراءات لحفظ هذا الرصيد والعناية به، وجعله في معزل تام عن الخادم الذي تم اختراقه”.
وأشار البلاغ إلى أن “الاختراق لم يترتب عنه، إلى حد الآن، أي مساس بحقوق التأليف، إذ تسهر المكتبة الوطنية، ومصالحها المعنية على وجه الخصوص، على احترام القوانين الجاري بها العمل في هذا الشأن”.
ولفت البلاغ إلى أن إصدار “الببليوغرافيا المختارة للصحراء المغربية” تلته لقاءات ثقافية وطنية ودولية تم خلالها التعريف بالببليوغرافيا وتوزيعها وإلقاء الأضواء الكاشفة على محتوياتها، ومن ضمن هذه الأنشطة احتضان المكتبة الوطنية للاحتفال الرسمي الخاص بعملية المشعل، وتقديم ببليوغرافيا الصحراء المغربية هدية للشخصيات الأجنبية المدنية والعسكرية، “مما زاد من كثافة هذه الهجمات وضاعف من وتيرتها. ولا يخفى على المتتبعين دواعي القيام بهذا النوع من الأفعال المندرجة في خانة الجرائم الإلكترونية، وكذا هوية من يقف وراءها”.
وأكدت المكتبة الوطنية أن نظامها للأمن المعلوماتي يمتاز بمستوى فائق من الحماية، ويتيح تتبعا مستمرا لوضعيته من أجل رصد أي هجوم سيبراني محتمل، مبرزة أن جدار الحماية ومضاد الفيروسات يتم تحديثهما بشكل تلقائي.
وتعهدت المؤسسة باطلاع الرأي العام، أولا بأول، عما خلص إليه بحث الجهات المختصة بشأن هذا الاختراق، وأنهت إلى علم كافة مرتفقيها أن موقعها مشغل حاليا ومتاح عبر الشبكة العنكبوتية.
وكان الصراع بين المغرب والجزائر قد انتقل، مع أواخر العام 2022، من جبهات الدبلوماسية وحلبات السياسة إلى “ما وراء خيوط الشبكات العنكبوتية” لتدخل قضايا الأمن السيبراني على خط التنافس بين البلدين. فبعدما بادر “هاكرز” جزائريون إلى استهداف مواقع حكومية مغربية؛ آخرها موقع وزارة التعليم العالي، ردت مجموعات هاكرز مغاربة بتنفيذ اختراقات عديدة استهدفت مواقع جزائرية، منها موقع “جامعة وهران” وموقع وكالة الأنباء الجزائرية.