بعث الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى الملك تشـارلـز الثالث، على إثر وفاة الملكة إليزابيت الثانية.
ومما جاء في هذه البرقية “فقد تلقيت ببالغ التأثر وشديد الأسى نبأ وفاة والدتكم صاحبة الجلالة الملكة إليزابيت الثانية، تغمدها الله برحمته”.
وأضاف الملك “بهذه المناسبة الأليمة، أعـرب لـكـم، ومن خلالكم لكافة أفراد أسرتكم الملكيـة الموقرة، وللشعب البريطاني، باسمي الخاص وباسم أسرتي الملكية والشعب المغربي قاطبة، عن أحر التعازي القلبية وأصدق المواساة، في هذا المصاب الجلل والرزء الفادح الذي ألم بكم جميعا راجيا لكم جميل الصبر وحسن العزاء”.
وقال الملك “وإنني لأستحضر، في هذا الظرف العصيب، وبكل إجلال ، مناقب الراحلة الكبيرة، التـي ظـلـت رمزا لعظمـة المملكة المتحدة، وكرست حياتهـا لخدمـة بـلـدها، حيث ارتقـت المملكة المتحدة في عهدها الزاهر إلى مراقي التقدم والرخاء، وتبوأت مكانة وازنة سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي”.
وخلص الملك، في هذه البرقية، إلى أن “المملكة المغربية فقدت برحيلها، صديقة عظيمة ومتميزة ظلت تكن لها كامل التقدير، خاصة وأن الفقيـدة الكبيرة كانـت شـديدة الحرص على تمتين روابـط الصـداقة التاريخية القائمة بين مملكتينا العريقتين”
وتمتد علاقة الصداقة بين المملكتين المغربية والبريطانية أكثر من 800 سنة، حيت تكشف وثائق تاريخية عن بداية العلاقة الدبلوماسية بين البلدين الى القرن الثالث عشر، في حين أن أول بعثة اقتصادية بريطانية حلت في المغرب فكانت في عام 1550، وحظيت بدعم من السلاطين.
وكانت بداية العلاقة الدبلوماسية مع الملكة إليزابيت الأولى والمغرب، بعد بعثها سفراءها إلى ديوان السلطنة السعدية في المغرب، في المقابل أرسل السلطان أحمد المنصور وزيره عبد الواحد بن مسعود سفيرا معتمدا لدى ديوان الملكة إليزابيث.
واستمرت علاقات بريطانيا مع المغرب بعد حصوله على الاستقلال، حيث قامت الملكة إليزابيث بأول زيارة رسمية لها إلى الرباط سنة 1980، وفي سنة 1987 زار الملك الراحل الحسن الثاني لندن.
وبعدها شهد البلدين تبادل الزيارات على مستوى الحكومات المتعاقبة او والوفود الاقتصادية، وتكثفت العلاقات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية، وشمل التعاون مجالات الثقافة والتعليم والطاقة والتكوين، وغيرها.
و بخصوص أهم الزيارات كان اخرها للامير هاري، حفيد الملكة إليزابيث، رفقته زوجته ميغان ماركل، إلى المغرب، وسبقها أهم ثلاث زيارات تمت بين المملكتين البريطانية والمغرب.بعد ان حلت الراحلة اليزابيت الثانية في ضيافة الحسن الثاني قبل حوالي أربعين عاماً، قامت الملكة إليزابيت وزوجها فيليب دوق إدنبرة بزيارة رسمية إلى المغرب استمرت أربعة أيام، من 27 إلى 30 أكتوبر من سنة 1980، زارا خلالها مدن الرباط والدار البيضاء ومراكش، وبعدها زار الراحل الملك الحسن الملكة إليزابيت 2 بقصرها، تلتها زيارة اخرى للملك الراحل ورحبت به العائلة الملكية البريطانية ترحيباً عظيما، وقد ركبا جنباً إلى جنب على متن عربة ملكية وسارا وسط شوارع لندن، واستمر مقامه هناك من 14 إلى 17 يوليوز من سنة 1987.
زيارة اخرى قامت بها الأسرة الملكية البريطانية في أبريل من سنة 2011، وفي عز الحركة الاحتجاجية التي اجتاحت عدداً من دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط، حل بالمغرب الأمير شارلز، الابن الأكبر للملكة إليزابيت، رفقة زوجته كاميليا، في إطار زيارة رسمية.
وقد جاءت زيارة الأمير أسابيع قليلة بعد خطاب تاسع مارس الذي أعلن فيه الملك محمد السادس عن تعديل الدستور، واستمرت هذه الزيارة ثلاثة أيام، حظيا خلالها باستقبال ملكي في العاصمة الرباط.
وفي السنوات القليلة الماضية استقبل المغرب حفيد الملكة إليزابيت في أول زيارة له إلى المغرب. وبحسب ما كشف عنه متحدث باسم قصر “كنسينغتون” الملكي، في حديث لصحيفة “بيبل” الشهيرة، زيارة ساهمت في توطيد العلاقات بين المملكة المتحدة والمغرب .