الكوليماتور:
في مسكن قروي بدوار كواكة بجماعة الغديرة المتاخمة للبير الجديد، وفي ضيعة فلاحية على مساحة هكتارين فضل هرم الأغنية المغربية عبد الهادي زوقاري الإدريسي الملقب “بلخياط” البالغ من العمر 82 سنة ، قضاء أغلب أوقاته في شبه خلوة مع الذات ، منذ أعلن التوبة إلى الله واعتزال عالم الغناء ، الذي برع فيه منذ نعومة أظافره، صاقلا موهبته النادرة بتكوين موسيقى نوعية بالقاهرة
كان بلخياط أعلن اعتزاله الغناء في 2010 ، بعد آخر سهرة له في موازين, ليتذكره رواد مواقع التواصل الاجتماعي ويطلقون حملة الحال من المحال في ذكرى 23 من وفاة الملك الحسن الثاني .
عبد الهادي بالخياط أعلن رسميا قراره النهائي في تجمع لجماعة الدعوة والتبليغ ضم أزيد من 10 آلاف من أتباع الجماعة في 2011 ، احتضنته ضيعته التي وهبها للجماعة المذكورة ومساحتها 9 هكتارات، قدرت قيمتها المالية بمليار سنتيم .
خاض الفنان المعتزل عبد الهادي أول اختبار صوتي بالإذاعة المغربية سنة 1960، لتنطلق تجربته الفنية بمساعدة الموسيقار الراحل عبد النبي الجيراري الذي لحن له أولى أغانيه العاطفية،”ياحبيب القلب فين أنت فين“، وتتابعت أعماله الفنية من خلال تعامله مع عديد من الملحنين الرواد و استمتع الجمهور المغربي و العربي بالعديد من أعماله الفنية الناجحة مثل “قطار الحياة” و “القمر الأحمر” و”يا بنت الناس“، و”ماتاقشي بيا”، ورائعة “المنفرجة” التي أداها في عدد كبير من التظاهرات الفنية في دول عربية وأجنبية والتي لا زالت الى الحد الان يتغنى بها الصغير والكبير.
وما لا يعرفه الجيل الجديد هو أن عبد الهادي بلخياط شارك كممثل رفقة عبد الوهاب الدكالي ونعيمة سميح في بعض الأفلام السينمائية المغربية والعربية إلى جانب رواد الفن مثل نادية لطفي ومحمود المليجي، والعربي الدغمي .
اذ وشحه الملك محمد السادس في 2009 بوسام العرش، و حاز بجوائز عربية لا تعد ولا تحصى وكان محبوبا لدى الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله .
وسبق للفنان المعتزل ان عبر عن ندمه الشديد على المرحلة التي قضاها في عالم الطرب والغناء، وتمنى وترجى من الله أن يتقبل توبته ,وقال “لن أعود أبدا للغناء في التلفزيون، إلا ما تعلق بأغاني دينية وأمداح وبدون آلات موسيقية “.
كان صاحب المنفرجة في 2011 بصحة جيدة ، لكن دوام الحال من المحال ، فمن حياة الفيلات والقصوروالرفاهية، يمضي اليوم بقية حياته في سكنه القروي بالجماعة المذكورة اعلاه، ودأب على تأدية الأوقات الخمس بمسجد بن إسماعيل بالبير الجديد، لكن تدهور حالته الصحية جعه لا يظهر للعموم .
يوم ذكرى مرور 23 سنة على وفاة الملك الحسن الثاني, رواد المواقع التواصل الاجتماعي يطلقون حملة الحال من المحال لرجل تاب الى الله, ورغم الغياب يظل صاحب القمر الأحمر، موشوما بالذهب في ذاكرة كل المغاربة.