إذا كانت آلة العود الآلة الرمزية بالنسبة للموسيقى العربيه، فالبيان آلة رئيسية، تعتبر رمز الموسيقى الغربية بلا منازع، فهي آلة أكثر شعبية وأكثر حضورا، بل إن أشهر وأكثر الموسيقات لحنت بفضل هذه الآلة، التي قد لا تجد موسيقيا غربيا لا يتقن العزف عليها، وتعتبر آلة البيان آلة وترية تحتوي على actwes 7أي 7 سلاليم موسيقية تعزف بطريقة ميكانيكية تبدأ بضرب الملامس بالأصابع وتنتهي بدس مطرقه في آخر قطعة الوتر فيصدر صوتا يتدرج من الغليظ الى الرقيق حسب طول الوتر وتختلف ذبذباته كذلك، وآلة البيان آلة ضاربة في القدم تنتمي إلى صنف آلة ليدرول أو الأورك الهيدروليكي، اشتغاله بطاقة مولدة من الماء والتي يعود اختراعها الى 250 قبل الميلاد، وكانت تتكون من عده أنابيب ومخزن صغير للماء يقوم بدور تثبت الضغط الهوائي، ونظرا لصوت الأورك الضخم الذي يعم أرجاء المكان فيحال المستمع أنها أصوات آتية من السماء استعملته جل الكنائس الغربية من أجل الابتهالات والتعبد،
فآلة البيان، إذن، تطورت من هذه الآلة ذات الملامس فظهر le clavecin le piano droit le piano à queue, . وقد اعتبر الموسيقيون الأوروبيون الاوائل أن آلة البيان آلة منفردة لا يمكنها أن تأخذ مكانا ضمن الفرقة الموسيقية الكلاسيكية إلى أن جاء الموسيقى الملحن فضمها إلى فرقته الموسيقية كآلة من الآلات الأساسية وكان ذلك في بدايه القرن 12 لينهج على غراره الموسيقيون الذين جاؤوا بعده.
أما عن حضور هذه الآلة في الموسيقى العربيه، فكان الفضل كله للموسيقار محمد عبد الوهاب في ولوج هذه الآلة إلى الموسيقي العربية. أما في الموسيقى المغربية، فقد كانت هذه الآلة حاضره بقوه في أغاني الفنان الشعبي الكبير الحسين السلاوي، واستطاع ان يجعل منها رافدا أساسيا في موسيقانا الشعبية بتفوق كبير.
كما جعلها الفنان والموسيقار الكبير الحاج محمد الوكيلي آلة لا يمكن الاستغناء عنها في موسيقى الآلة المسماة خطأ الموسيقى الأندلسية إلا أن هذه الآلة يبقى حضورها باهتا في الموسيقى العربية، لأنها لا تستجيب لمقوماتها حيث إنها تحتوي على ربع نقط، وقد حلت هذه المشكلة بالاعتماد على الأوراق الكهربائي كثورة للآلات ذات الملامس لما تضمه من أصوات متنوعه ومختلفة، جامعة مانعة لجميع الموسيقات والإيقاعات وتعطيك مجالا واسعا كذلك لبرمجتها، فأصبحت خطرا على الإنسان الموسيقي الذي يتم الاستغناء عنه وتعويضه بهذه الآلة الجريئة.