بدأت السقطات المهنية لبعض وسائل الإعلام الروسية تأخذ ابعادا اقل ما يمكن أن يُقال عنها أنها صبيانيه ولا تمت لأبسط مبادئ المهنية والديونطولوجية الصحفية بأية صلة.
ذلك أن روسيا توداي طلعت علينا اليوم بقصاصة تخبر عن جريمة محتملة حدثت بمدينة فاس،ضحاياها شخص متزوج وأرملة. ما يبعث على التقزز إلى حد الغثيان هو أن الصورة الوحيدة التي تفتّقت عنها ذاكرة روسيا توداي لتصاحب هاته القصاصة هي صورة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس خلال نشاط رسمي.
ليس من الضروري أن تكون صحفيا متمرسا ولا حتى مبتدئا، بل وليس من الضروري أن تكون حتى قد سمعت يوما ما شيئا عن ابجديات العمل الصحفي لتدرك أن الصورة تُرفق بالخبر لتُعضّده ولذلك يجب أن تصب دائما في نفس السياق.
تُرى، ما الذي جعل روسيا توداي إذا تلجؤ لاستعمال هاته الصورة؟ وما علاقتها بسياق الخبر؟ لا يمكن أن نجد أية إجابة لذلك. لكن دلالة هذا التصرف واضحة جدا، ذلك أن وسائل الاعلام الروسية، التي انخرطَت مؤخرا في توجه إعلامي يخدم الرؤى البليدة للجزائر في حرب الطواحين التي تمارسها ضد المغرب، أخذت تُصاب بنفس متلازمة البلادة الممزوجة بالصبيانية.
وحين نتحدث بشكل عام عن وسائل الاعلام الروسية الناطقة بالعربية، لم يكن ذلك اعتباطيا. ذلك اننا عند تصفحنا مثلا لقصاصات الوكالة الروسية سبوتنيك، في شقها الناطق بالعربية، نجد ان نفس الصورة لصاحب الجلالة خلال احدى نشاطاته الرسمية تم ارفاقها بقصاصات تحمل عناوين: “المغرب…قرار صارم ضد نائب برلماني غش في امتحان الثانوية”، “خبراء: الجزائر لا تملك منع التدفق العكسي للغاز من إسبانيا إلى المغرب”، “سفير:الجزائر تواصل عداءها الهوسي للمغرب”.
في نهاية المطاف، فعلا الأمر يتعلق بهوس مَرَضي تجاه المغرب وبإيعاز من الجزائر. هو أيضًا ما يذكرنا بمقولة :”كن سعيدا كلما كثر حسادك، فهم الشهادة لك على نجاحك”