أخبارمجتمع

تحية تقدير للقوات العمومية: سنة 2025.. صمود في وجه الاختبار وتفوق في الأداء

​بقلم: محمد خوخشاني

​بقلم: محمد خوخشاني

​لقد شكلت سنة 2025، من جوانب عدة، اختباراً حقيقياً وميدانياً لقوات إنفاذ القانون وكافة أجهزة الدولة المعبأة في الميدان؛ وهو الاختبار الذي تم تجاوزه باحترافية عالية، وهدوء لافت، وحس وطني رفيق بالواجب.

​1. تظاهرات “GEN 93”: تدبير نموذجي للفضاء العام.

جرت التظاهرات العديدة التي نظمها حراك “GEN 93” تحت الأعين الساهرة والمنسقة للأمن الوطني، والدرك الملكي، والقوات المساعدة، والسلطات المحلية.

والنقطة الجديرة بالذكر هنا هي عدم تسجيل أي حادث جسيم، أو خسائر بشرية، أو أضرار مادية ثقيلة. لقد كان ذلك برهاناً جلياً على التحكم الأمني القائم على الاستباقية، والتأطير المحكم، واحترام النظام العام.

​2. تقلبات مناخية استثنائية: الدولة في موعد الاستعجال.

تساقطات مطرية غزيرة، وعواصف رعدية، وثلوج كثيفة في عدة مناطق.. لقد امتحنت الطبيعةُ صمودَ البلاد بقسوة.
وهنا أيضاً، لم تدخر القوات العمومية، مدعومة برجال الوقاية المدنية ومصالح وزارة التجهيز، أي جهد للحد من الأضرار، وإغاثة الساكنة، وإعادة حركة السير والخدمات الأساسية إلى طبيعتها. تعبئة سريعة ومنسقة مكنت من احتواء التداعيات البشرية والمادية لهذه الظروف المناخية القصوى.

​3. كأس إفريقيا 2025: تنظيم أمني يفرض الاحترام.

مرت التحضيرات، ومن ثم مجريات كأس أمم إفريقيا 2025 بالمغرب، بسلاسة ومثالية. وتعد الشهادات المتطابقة للمشاركين، والمشجعين، والوفود والزوار القادمين من مختلف الآفاق، خير دليل على ذلك: أمنٌ، وحسن استقبال، وتوجيه، وسرعة استجابة.. كل شيء سار بدقة متناهية. إن الشعور بالرضا مشترك على نطاق واسع، سواء لدى الزوار الأجانب أو المواطنين المغاربة الذين عاينوا حدثاً قارياً نُظّم وفق أرقى المعايير الدولية.

​تحية مستحقة.. تتجاوز حدود البدلة الرسمية.

تحية تقدير وإجلال لكل اللواتي والذين ساهموا، من مواقعهم المختلفة، في هذا الأداء الجماعي: خلال الاحتجاجات الاجتماعية، وفي مواجهة التقلبات المناخية الاستثنائية، وعبر كافة محطات كأس إفريقيا 2025 التي لا تزال مستمرة.

​وختاماً، ومما زاد من جمالية هذا المشهد، هو وعي المواطنين أنفسهم الذين كانوا في مستوى الحدث، من خلال تعبئة مواطنة عفوية، ومتطوعين ملتزمين بصفة فردية أو في إطار المجتمع المدني والجمعيات، تواجدوا في الميدان بروح تضامنية ومسؤولة.
فعندما تتماسك المؤسسات، ويواكبها المجتمع بوعيه، يربح البلد بأكمله رهانات المصداقية، والثقة، والنضج الجماعي

زر الذهاب إلى الأعلى
Soyez le premier à lire nos articles en activant les notifications ! Activer Non Merci