جدد المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، يوم أمس الأٍربعاء، في ختام دورته السادسة والأربعين المنعقدة بالمنامة بمملكة البحرين، التأكيد على مغربية الصحراء ودعم مبادرة الحكم الذاتي لحل قضية الصحراء المغربية. ورحب المجلس في بيانه الختامي، بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2797، الصادر بتاريخ 31 أكتوبر 2025، باعتماد هذه المبادرة كخطوة مهمة نحو التوصل إلى حل واقعي قابل للتطبيق.
كما أشاد بقرار صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بتقديم هذه المبادرة إلى مجلس الأمن وجعل يوم 31 أكتوبر من كل سنة عيدا وطنيا تحت مسمى “عيد الوحدة”.
ويأتي هذا الموقف انسجاما مع الدعم الثابت والراسخ لدول مجلس التعاون الخليجي، للمملكة المغربية تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وللوحدة الترابية للمغرب وسيادته على كامل ترابه.
توابث خليجية …
تميزت العلاقـات المغربية ألخليجية على الدوام بالروابط العميقـة والوشائج الأخوية الوثيقـة، التي تعبر عن التواصل والترابط الأخوي القائم بين جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وإخوانه أصحاب الجلالة والسمو ملوك وأمراء دول الخليج العربي.
ولقد شكلت الدعوة الكريمة للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون الخليجي إلى المغرب، من أجل الانضمام إلى عضويته في 11 مايو 2011، إشارة هامة وذات دلالة بالغة على المكانة المرموقة التي يحظى بها لدى أشقائه في الخليج العربي.
انطلاقا من العلاقات الوثيقة والروابط التاريخية المتينة القائمة بين الجانبين وتجسيدا لمنظور صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الوارد في الخطاب الملكي السامي أمام القمة المغربية الخليجية التي عقدت بالرياض بتاريخ 20 ابريل 2016 لهذه الشراكة، والذي أكد فيه جلالته أن “هذه الشراكة، التي بلغت مرحلة من النضج، أصبحت تفرض علينا تطوير إطارها المؤسسي، واَلياتها العملية”.
القمة المغربية الخليجية بالرياض بتاريخ 20 أبريل 2016:
تميزت هذه القمة بمشاركة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصـره الله، إلى جانب أشقائه قادة دول مجلس التعاون الخليجي، مما شكل حدثا بارزا بكل المقاييس، في مسار الشراكة الاستراتيجية بين المغرب ومجلس التعاون الخليجي، وأعطت لأبعادها التضامنية والتكاملية نفسا جديدا، وخلالها جدد قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية موقفهم المبدئي من أن قضية الصحراء المغربية هي أيضا قضية دول مجلس التعاون. وأكدوا موقفهم الداعم لمغربية الصحراء، ومساندتهم لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب، كأساس لأي حل لهذا النزاع الإقليمي المفتعل. كما أعربوا عن رفضهم لأي مس بالمصالح العليا للمغرب.
القمة الخليجية 45 المنعقدة في الكويت بتاريخ 01 دجنبر 2024:
تضمن بيانها الختامي التأكيد على أهمية الشراكة الاستراتيجية الخاصة بين مجلس التعاون والمملكة المغربية وعلى تنفيذ خطة العمل المشترك، و التأكيد على مواقف وقرارات المجلس الأعلى الثابتة الداعمة لمغربية الصحراء، والحفاظ على أمن واستقرار المملكة المغربية ووحدة أراضيها.
كما أن هذا البيان الختامي أشاد بقرار مجلس الأمن 2756 الصادر بتاريخ 31 أكتوبر 2024 بشأن الصحراء المغربية. ويؤكد هذا القرار التاريخي على أن الحل السياسي يجب أن يستند إلى المبادئ التي تحترم الوحدة الترابية للمغرب ويقر بالمبادرة المغربية للحكم الذاتي المقدمة في عام 2007 كأساس جاد وواقعي للوصول إلى حل للنزاع.
وقد رحبت المملكة المغربية بهذا القرار، حيث اعتبرته تأكيداً على دعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي كحل وحيد لطي هذا النزاع الإقليمي المفتعل.
