أخباردوليفي الصميم

عالمٌ يعيد تشكيلَ نفسه: تعددية قطبية فوضوية في عام 2025 ومستقبل الدول المستقلة

بقلم: محمد خوخشاني

بقلم: محمد خوخشاني

مقدمة: 2025… سنة التحوّلات الكبرى

لا يشبه العالم في نهاية سنة 2025 العالم الذي عرفه البشر خلال الحرب الباردة أو حتى خلال العقدين اللذين تَلَيَا انهيار الاتحاد السوفياتي. فالنظام الدولي الذي كان يقوم على هيمنة قطب واحد بدأ يتفتّت، تاركاً مكانه لتعددية قطبية غير مستقرة.

ويبقى السؤال المحوري:
إلى أين يتجه العالم؟ وما مصير الدول التي ترفض الاصطفاف خلف أي معسكر؟

1. من الثنائية إلى القطب الواحد.

خلال نصف قرن، عاش العالم تحت مظلة قطبين:

● الاتحاد السوفياتي،

● والولايات المتحدة.

ومع تفكك الاتحاد السوفياتي سنة 1991، أصبحت أمريكا القوة المهيمنة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وثقافياً.

2. صعود قوى جديدة: الصين، روسيا والبريكس

منذ بداية الألفية الجديدة، بدأت قوى صاعدة تتمرد على نظام القطب الواحد، فظهرت مجموعة البريكس.

الدافع الأساسي؟
بناء نظام دولي جديد لا يقوم على أحادية الدولار ولا على نفوذ الغرب.

لكن هذه المجموعة ليست متجانسة:
● الصين والهند تتنافسان،
● إيران والسعودية تختلفان،
● وروسيا لها حساباتها الخاصة.

3. تعددية قطبية فوضوية

العالم اليوم متعدد الأقطاب… ولكن بشكل مضطرب.
أبرز سماته:

● صراعات إقليمية متزايدة

● استقطاب اقتصادي

● تنافس تكنولوجي شديد

● صعود قوى إقليمية جديدة

● ضعف المؤسسات الدولية

لم يعد هناك قطب واحد يفرض قواعد اللعبة.

4. الدول غير المنحازة: استقلال أم عزلة؟

الدول التي تتمسّك بسيادة قرارها — عربية، إفريقية، آسيوية وأميركية لاتينية — تحاول صياغة توازنات جديدة تقوم على:

1. تنويع الشراكات

2. الاستقلال التكنولوجي

3. الاستقرار الداخلي

4. الديبلوماسية المتوازنة

هذه الدول قد تتحول إلى قوى توازن إقليمية إذا أحسنت إدارة موقعها بين المعسكرين.

5. إلى أين يتجه العالم؟

إلى نظام دولي متشظٍّ، متعدد القوى، مليء بالتناقضات. وفي هذا النظام، الدول التي تتصرف بذكاء، لا بخوف، ستكون صاحبة الكلمة.

خاتمة

العالم لن يعود كما كان. القوة اليوم ليست لمن يملك النفوذ العسكري فقط، بل لمن يملك القدرة على المناورة، وبناء التوازنات، وحماية مصالحه دون أن يتحول إلى تابع لأي قوة.

وهكذا، يصبح المستقبل ملكاً للدول التي تعرف كيف تتحرّك وسط العاصفة… لا التي تنتظر أن تهدأ.

زر الذهاب إلى الأعلى
Soyez le premier à lire nos articles en activant les notifications ! Activer Non Merci