أخبارسياسة

قرار مجلس الأمن المرتقب حول الصحراء: نهاية نزاع وبداية مرحلة جديدة

بقلم، محمد خوخشاني

بقلم، محمد خوخشاني

كل المؤشرات الدبلوماسية والواقعية توحي بأن مجلس الأمن يتجه نحو الحسم النهائي في قضية الصحراء المغربية، اعترافًا بمشروعية الموقف المغربي وواقعية مقترحه للحكم الذاتي تحت السيادة الكاملة للمملكة. بعد نصف قرن من الصبر والتضحيات، يبدو أن ساعة الاعتراف الدولي الشامل قد دقّت، إيذانًا بطيّ صفحة نزاع عمره عقود، وفتح صفحة جديدة في تاريخ المنطقة.

1. بالنسبة للمغاربة: لحظة الاعتزاز الوطني

سيكون القرار، إن جاء كما يُرتقب، تتويجًا لمسيرة نضال ووفاء امتدت لأجيال. من المسيرة الخضراء إلى المواقف الملكية الحاسمة، ظل الشعب المغربي متشبثًا بوحدته الترابية كقضية وجود لا قضية حدود.

انتصار دبلوماسي من هذا الحجم سيُعيد الثقة والاعتزاز في نفوس المواطنين، وسيجعل من الانتصار في الصحراء عنوانًا لوحدة وطنية متجددة، تتقاطع فيها الذاكرة التاريخية مع المشروع التنموي للمناطق الجنوبية.

كما أنه سيكرس الدور المغربي كقوة إقليمية فاعلة ومستقرة، قادرة على الدفاع عن مصالحها دون تنازل أو عداء.

2. بالنسبة للجزائر: صدمة سياسية واستراتيجية

على الجانب الآخر، سيكون القرار صفعة قوية للمؤسسة الحاكمة في الجزائر، التي جعلت من قضية الصحراء محورًا لسياساتها الخارجية على مدى نصف قرن. سقوط هذا الرهان سيُحدث ارتباكًا في العقيدة الدبلوماسية الجزائرية، التي بنت مشروعها على معاداة المغرب واستنزافه عبر دعم جبهة البوليساريو.

النتيجة المحتملة: انكفاء داخلي واحتقان سياسي داخل الجزائر، حيث ستُطرح أسئلة حول جدوى تلك السياسات العدائية التي كلفت البلاد موارد ضخمة وأفقًا إقليميًا مهدورًا.

غير أن القرار قد يشكل، من زاوية أخرى، فرصة تاريخية أمام الجزائر لإعادة تعريف علاقتها بجوارها على أساس التعاون لا التصادم.

3. على الساحة الدولية: ولادة محور استقرار مغاربي جديد

دوليًا، سيُكرّس هذا القرار المغرب كفاعل استراتيجي محوري في شمال إفريقيا والساحل، وشريكًا موثوقًا في ملفات الأمن، الهجرة، والتنمية.

سيكون بمثابة إغلاق لآخر ملف استعماري في القارة الإفريقية، ما يعزز مصداقية الأمم المتحدة نفسها ويمنح المنطقة فرصة لبناء تكتل اقتصادي مغاربي جديد على أسس واضحة.

كما أن القوى الكبرى، خاصة الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا، ستتعامل مع المغرب بثقة أكبر، إدراكًا لكونه نموذجًا في الاستقرار السياسي والتطور المؤسساتي.

خلاصة القول، إذا حسم مجلس الأمن النزاع لصالح المغرب، فلن يكون ذلك مجرد انتصار دبلوماسي، بل نقطة تحوّل في تاريخ المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Soyez le premier à lire nos articles en activant les notifications ! Activer Non Merci