
شهدت مدينة وجدة، مساء السبت، لحظة مميزة في ختام فعاليات المهرجان الدولي المغاربي للفيلم، حيث تم تكريم كل من الممثلة المغربية ابتسام العروسي والأستاذ الجامعي والمؤرخ بدر المقري، في احتفاء يختزل روح الاعتراف بالعطاء الفني والعلمي، ويكرّس لقيم الوفاء والانتماء.
في كلمة خلال الحفل الختامي، عبّرت ابتسام العروسي عن بالغ امتنانها لهذا التكريم الذي وصفته بـ”الخاص والمميز”، حيث استحضرت بداياتها الأولى في عالم التمثيل، مؤكدة أن “عمر المهرجان هو نفس عمر بدايتي في التمثيل، 14 سنة من الشغف والعمل والبحث عن الأفضل”.
وأضافت العروسي، التي تألقت على السجادة الحمراء، أن هذا التكريم يحمل لها رمزية كبيرة، لاسيما أنه يأتي من مدينة وجدة التي احتضنت المهرجان بإحساس فني وجمالي راقٍ.
ولم تفوّت الفرصة لتقديم الشكر لـ”جمعية سيني مغرب” على ما وصفته بـ”الاستقبال الحار والتنظيم المحكم”، موجهة تحية خاصة لرئيس الجمعية خالد السلي.
من جهته، عبّر الأستاذ بدر المقري، الأكاديمي والمؤرخ المعروف، عن اعتزازه الكبير بهذا التكريم، الذي وصفه بـ”الشرف العظيم”، مضيفًا في تصريح أمام الحضور:
“ما زلت أعتبر نفسي في مرحلة التعلُّم، وهذا التكريم هو دافع للمضي قدمًا في خدمة التاريخ والثقافة المغربية والمغاربية”.
وبكلمات مؤثرة، أهدى المقري هذا التتويج إلى أسرته، وإلى روح صديقه الشهيد في فلسطين، الأستاذ رفعت العرعير، في لفتة إنسانية لامست قلوب الحضور، وعكست عمق الروح التضامنية للمحتفى به.
تكريم العروسي والمقري في المهرجان لم يكن مجرد لحظة احتفالية، بل جسّد روح المهرجان في تقديره للمسار الفني الملتزم، والعطاء المعرفي المبدع، كما جسّد التقاء الفن بالتاريخ، والذاكرة بالإبداع.
وقد أثبتت جمعية سيني مغرب، المنظمة للتظاهرة، مرة أخرى، أنها تعرف كيف تكرّم وتحتفي بمن يستحق، في مشهد يُكرّس لمستقبل سينمائي وثقافي أكثر إشراقًا في المغرب الكبير.



