
من قلب العاصمة الجزائرية، وأمام أعين تبون، فاجأ الرئيس اللبناني جوزيف عون الجميع بهدية دبلوماسية من ذهب للمملكة المغربية، حيث وصفها بـ”البلد الشقيق العزيز”، تزامنًا مع مناسبة عيد العرش.
تصريح قصير لكنه نزل كالماء البارد على وجه النظام الجزائري، الذي ظل يغدق الملايين على وهم العلاقات الخارجية، دون أن يحصد سوى المجاملة المعلّبة أو الصمت المحرج.
الرئيس اللبناني لم يكتفِ بالمجاملة، بل نوه من الجزائر بالدور التاريخي الذي لعبه المغرب في اتفاق الطائف، الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية، مبرزًا جهود الملك الراحل الحسن الثاني، كما أشاد بالدعم الإنساني الذي قدمته المملكة بعد انفجار مرفأ بيروت عام 2020، حين أنشأ المغرب مستشفى عسكريًا ميدانيًا ووجّه مساعدات إنسانية ضخمة بتعليمات ملكية.
هكذا، ومن حيث لم يتوقّع النظام الجزائري، جاءت الإشادة اللبنانية لتسقط قناع “دبلوماسية الشيكات”، وتؤكد أن الاحترام لا يُشترى. فالمغرب، بثقله التاريخي ومواقفه الثابتة، حصد التقدير العربي الحقيقي، بينما بقيت الملايين الجزائرية تتبخر في الهواء، دون أن تُثمر حتى مجاملة رسمية واحدة في وقت الشدّة.






