أخبارسياسة

“فضيحتهم بجلاجل”… البوليساريو وجارتنا: زفة من ورق في بروكسيل!

بقلم: زكية لعروسي

 

يا ويلي! ويا ويلي! كما قالت “امي خيرة” وهي تصف جارة لا ترتاح إلا في الخراب: “اللي ما شرا يتفرج، واللي شاف البلا من غير ما يقول: اللهم اجعلو خير، راه شريك في العار!”

ما حدث في بروكسيل يومه الأربعاء 21 ماي لم يكن اجتماعا دبلوماسيا بقدر ما كان عرضا مسرحيا من النوع الرديء، بطله الأول جماعة “البوليساريو”، وعرابهم الدائم: الجارة الشرقية التي ما زالت مصممة على تسويق الوهم، حتى لو أصبح منتهي الصلاحية منذ زمن بومدين!

تخيلوا المشهد: كيان غير معترف به من أي دولة في الاتحاد الأوروبي، لم يتلق دعوة، لم يذكر إسمه، لم يرفع له علم، لم يصافحه مسؤول، ومع ذلك أصر على الحضور!

يا “امي خيرة” ماذا تقولين؟ “هادو بحال اللي جاو لحفل زفاف بلا عزومة، ولقاو الكراسي كلها محجوزة، وجلسو فالكوزينة!”

الانفصاليون تسللوا القاعة كالمتطفلين، محتمين بظل الاتحاد الإفريقي، ومتمسكين بذيل الوزير الجزائري كطفل خائف من الضياع في سوق شعبي!

وكان المشهد الأكثر إذلالا: عندما نزع عنهم حتى الاسم، ووضع أمامهم ورقة مرتجلة كتب عليها “sadr”…
“امي خيرة” تنهض صارخة: “آش هاد الخلائق؟ حتى الكناش ما جابوه معاهم؟”

في المقابل، كان وزراء إفريقيا مكرّمين، وأسماؤهم مكتوبة بحروف من ذهب. أي إهانة أكثر من هذه؟

الاتحاد الأوروبي سحب البساط، وعلى لسان متحدثه الرسمي، أغلق الباب، وقطع الشك باليقين: “لا نعترف بهذا الكيان، ولا نعتبره جزءا من أي حل سياسي شرعي.” بل ذهب أبعد من ذلك، حين انسحبت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي من القاعة لحظة فتح فم ممثل البوليساريو.

هل هناك صفعة دبلوماسية أكثر وضوحا؟

يا “امي خيرة”، قولي لنا: “هادو ما عطاوهم حتى طريحة، عطاوهم السكات اللي كيقتل!”

وهنا لا بد من وقفة صريحة مع جارتنا الشرقية، التي صرفت أموال شعبها الجائع لتلميع دمى بلا روح، ورافقتهم إلى اجتماع رفضهم فيه العالم بأسره.

وكأن الجزائر تقول: “نموت نموت ويحيى الوهم رغم انف الجغرافيا!” بل أكثر من ذلك، صارت الراعية الحصرية لوهم لا يشتريه أحد، حتى في المزادات الدبلوماسية.

إن ما حدث ليس سوى انهيار رمزي ومعنوي كامل لكيان يُصر على الصراخ في فراغ السياسة الدولية. ومحاولة تقديم حضورهم كتقدم هي تماما كمن يقول: “دخلنا السينما بلا تذكرة، واعتبرنا راسنا أبطال الفيلم!”

الواقع: الاتحاد الأوروبي لم يوجه دعوة، لم يتواصل معهم، لم يصافحهم، لم يعترف بهم، بل سلّمهم درسا في التهميش الذكي.
درس عنوانه: “وجودكم كعدمه… ومشروعكم في مزبلة التاريخ.”

وأختم مع “امي خيرة”، التي غسلت يديها من جار لا يحسن إلا الفتنة، وقالت: “اللي يركب مع المجانين، يفيق فالحبس، واللي يدافع على الوهم، يلقى روحو فالعتمة!”

أما نحن، فماضون بثبات… بوحدة، بشرعية، وبدعم دولي، بينما هم يتسكعون في زوايا المؤتمرات كالظل، لا يرى، ولا ُسمع، ولا يحسب.

انتهى العرض يا سادة… وانطفأت أضواء الوهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Soyez le premier à lire nos articles en activant les notifications ! Activer Non Merci