أخباردولي

الجزائر وسياسة تكميم السماء: عندما تتحوّل الأجواء إلى ورقة ضغط دبلوماسية

تُواصل الجزائر منذ مدة انتهاج سياسة “سدّ الأجواء” أو بالأحرى “تكميم السماء”، كأنها تحوّلت إلى حارس مرمى لا يريد أن تمر فوقه أي طائرة، سواء كانت قادمة من المغرب أو من مالي.

فبعد أن رفعت البطاقة الحمراء في وجه الطائرات المغربية، ها هي اليوم تطرد الطائرات المالية من ملعبها السماوي أيضًا!

هذه السياسة، التي تجمع بين الدبلوماسية الخشنة والعسكر المسرّح، تُعتبر جزءًا من استراتيجية “التنقيز الجوي”، وهي طريقة غريبة لإرسال إشارات غير ودّية إلى الجيران.

ففي حالة مالي، جاء القرار كرد فعل على اتهامات تتعلق بدعم الإرهاب، وكأن الجزائر قررت أن تعاقب السماء بدلًا من معالجة المشاكل على الأرض!

وما إن تغلق الجزائر أجواءها، حتى تبدأ في تطبيق نوع من “العزلة بالريموت كنترول”، حيث تضغط على زر “بلوك” في وجه الاقتصاد الإقليمي، خصوصًا في مجالات التبادل التجاري والنقل الجوي، وكأنها تقول لجيرانها: “ما عنديش طيارة تركن هنا”.

أما من الناحية العسكرية، فتحاول الجزائر أن تظهر وكأنها بطلة فيلم أكشن، تسقط طائرات بدون طيار وتبرر ذلك بأنها تحمي “السماء الوطنية المقدسة”، رغم أن الأمر قد يكون في بعض الأحيان أقرب إلى مشهد من مسرحية درامية عنوانها: “التهديد الوهمي والرد العنيف”.

هذه الحركات البهلوانية ليست فقط استعراض عضلات أمنية، بل هي أيضًا “رسائل مشفرة” تحاول من خلالها الجزائر أن تمارس لعبة الضغط النفسي على الحكومات المجاورة.

ففي حالة مالي، تُلقي عليها تهمة “الانحياز السياسي”، أما المغرب، فالمشكلة معه عالقة في فلك النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، الذي تُصر الجزائر على جعله قضية وجودية، رغم أنه بات أشبه بمسلسل مكسيكي طويل الحلقات.

وبدلًا من أن تفتح صفحة جديدة من التعاون، تستمر الجزائر في “تهوية الخلافات” بإغلاق السماء، مما يضر بالاقتصاد ويزيد من التوتر، خصوصًا في منطقة الساحل التي تُعاني أصلًا من مشاكل أمنية. وقد يرى النظام العسكري الجزائري في هذه السياسة نوعًا من “الحنكة”، لكنها في الواقع أقرب إلى “العناد الجوي”، الذي يضرّ أكثر مما ينفع.

زر الذهاب إلى الأعلى
Soyez le premier à lire nos articles en activant les notifications ! Activer Non Merci